عاجل

وزير الاقتصاد الفلسطيني: مؤتمر حل الدولتين يعكس تحوّلًا دوليًا تجاه القضية

محمد العامور
محمد العامور

أكد محمد العامور، وزير الاقتصاد الفلسطيني، أن البيان الختامي لمؤتمر حل الدولتين يمثل نقلة نوعية في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، معتبرًا أنه بداية جديدة لمسار الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بعد عقود من التهميش والمعاناة.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها العامور في حوار مع الإعلامي عمرو خليل، ضمن برنامج "من مصر" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث أشار محمد العامور إلى أن ما شهده المؤتمر يعكس تغيرًا في الضمير العالمي تجاه ما وصفه بـ"الظلم التاريخي" الذي تعرّض له الفلسطينيون منذ نكبة عام 1948.

صحوة ضمير دولي متأخرة

قال محمد العامور إن مرور أكثر من 77 عامًا على النكبة، وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إضافة إلى الحصار والدمار المتكرر، جعل العالم يدرك أن الصمت لم يعد خيارًا أخلاقيًا، لافتًا إلى أن التحرك الدولي الأخير ليس مجرد تحرك رسمي من الحكومات، بل يعكس وعيًا شعبيًا عالميًا يطالب برفع الظلم والقهر عن الشعب الفلسطيني.

وأضاف محمد العامور: "هذه الصحوة العالمية ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات من الصور والمآسي التي وثّقتها وسائل الإعلام، والتي عرّت الاحتلال وكشفت وجهه الحقيقي".

واقع معيشي مأساوي

أشار محمد العامور إلى أن الواقع المعيشي للفلسطينيين لا يزال مأساويًا، بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس إجراءات ممنهجة لشل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية، مبينًا أن حجم الدمار الذي طال البنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وما يزيد عن ألف حاجز عسكري منتشرة في المدن والقرى، تمثل تحديًا كبيرًا أمام أي محاولة للتنمية أو الحركة اليومية للمواطنين.

ولفت إلى تصعيد هجمات المستوطنين بحق الفلسطينيين، والتي تتم أحيانًا بحماية رسمية من قوات الاحتلال، فضلًا عن إجراءات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، موضحًا: "تهدف إلى خنق الاقتصاد الفلسطيني وحرمانه من الموارد".

تغيير الواقع الديموغرافي

وفي ما يخص الخطط الإسرائيلية لتغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين، أكد محمد العامور أن الحكومة الإسرائيلية الحالية كانت منذ البداية تعمل على دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، من خلال الحصار، والهدم، والإجراءات القمعية، لكن صمود الشعب الفلسطيني وثباته في أرضه أسقط تلك المخططات.

وأضاف محمد العامور: "الاحتلال راهن على كسر الإرادة الفلسطينية، لكنه اصطدم بشعب متمسك بأرضه وتاريخه، رغم الجراح والدماء والحصار، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي أربك حسابات الاحتلال".

محمد العامور
محمد العامور

الحل يبدأ من العدالة 

وشدد محمد العامور على أن أي حديث عن السلام أو الاستقرار في المنطقة يجب أن يبدأ أولًا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا بمنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه السياسية والاقتصادية.

واختتم محمد العامور تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي إلى تحويل مواقف الدعم المعنوي إلى خطوات عملية وقرارات حاسمة، من خلال فرض عقوبات على الاحتلال، وتقديم الدعم الكامل لإعادة إعمار ما دمّره العدوان، ودعم الاقتصاد الفلسطيني ليتحرر من قبضة الاحتلال.

تم نسخ الرابط