لم يعد كما كان.. بحث Google يتحول إلى مساعد إنتاجي

لطالما كانت خدمة بحث Google بوابة رئيسية للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، لكنها الآن على وشك أن تتحول إلى ما هو أكثر من ذلك.
فمع مجموعة الميزات الجديدة التي أُضيفت إلى وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode)، لم يعد البحث مجرد وسيلة للعثور على الروابط أو المعلومات، بل أصبح مساعدًا ذكيًا يساعدك على تنظيم وفهم المعلومات واتخاذ إجراءات بناءً عليها.
بدلاً من الاكتفاء بالإجابة على الأسئلة، يتحول وضع الذكاء الاصطناعي إلى مساحة عمل تفاعلية، حيث سيدعم قريبًا المستخدمين في التعامل مع المستندات المعقدة، وشرح المحتوى المرئي، والمساعدة في تنفيذ المهام متعددة الخطوات. ومع هذه الأدوات الجديدة، تعيد Google تشكيل طريقة استخدام البحث، لتصبح أكثر إنتاجية من مجرد اكتشاف المعلومات.
ما الجديد في وضع الذكاء الاصطناعي؟
تُطرح مجموعة من القدرات الجديدة التي توسّع إمكانيات هذا الوضع، خاصة على متصفحات سطح المكتب، حيث يتعامل المستخدمون غالبًا مع علامات تبويب متعددة، وملفات متنوعة، وتنسيقات مختلفة ضمن سير عمل معقد.
رفع ملفات PDF والصور للاستفسارات السياقية
أصبح بإمكان المستخدمين الآن رفع ملفات PDF والصور إلى وضع الذكاء الاصطناعي على سطح المكتب، مما يتيح لهم طرح أسئلة حول محتوى هذه الملفات والحصول على إجابات مدعومة بالويب ومولدة بالذكاء الاصطناعي.
تخيّل أن لديك تقريرًا بحثيًا أو دليلًا تقنيًا أمامك. بدلاً من البحث اليدوي عن المصطلحات، يمكنك رفع الملف، تحديد جزء معين، وطرح سؤال مثل: "هل يمكنك شرح هذا بشكل أوسع؟" ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل الوثيقة وتقديم تفسيرات سياقية وروابط للقراءة المتعمقة.
ومن المتوقع دعم أنواع ملفات إضافية، بما في ذلك تلك المخزنة على Google Drive، في التحديثات القادمة، لتوسيع نطاق المحتوى الذي يمكن التعامل معه.
Canvas لتنظيم المهام والتخطيط
إضافة أخرى مثيرة هي أداة Canvas، وهي لوحة جانبية قابلة للتحرير مصممة لإنشاء وتطوير الخطط عبر جلسات متعددة. وتناسب هذه الأداة مهامًا مثل تخطيط المشاريع، إعداد الأبحاث، تنظيم الرحلات، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب تعديلًا مستمرًا.
يتيح النظام للمستخدمين التفاعل في الوقت الفعلي، وطلب صياغة خطة من الذكاء الاصطناعي، وإجراء التعديلات من خلال مطالبات متابعة، وتنظيم النتائج بصريًا داخل اللوحة الجانبية. كما يمكن رفع ملفات شخصية مثل ملاحظات الاجتماعات لتخصيص المخرجات بشكل أفضل
جدير بالذكر أن شركة Google تُعد واحدة من أبرز شركات التكنولوجيا في العالم، تأسست عام 1998 على يد "لاري بايج" و"سيرجي برين" أثناء دراستهما في جامعة ستانفورد. بدأت Google كمحرك بحث بسيط يهدف إلى تنظيم المعلومات على الإنترنت وجعلها متاحة للجميع، وسرعان ما تحولت إلى إمبراطورية رقمية متعددة المجالات.
يقع المقر الرئيسي للشركة في "ماونتن فيو" بولاية كاليفورنيا، ويُعرف باسم "Googleplex". ومنذ تأسيسها، توسعت Google لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، أبرزها: نظام التشغيل Android، متصفح Chrome، خدمة Gmail، خرائط Google، YouTube (الذي استحوذت عليه عام 2006)، بالإضافة إلى Google Drive وGoogle Photos وغيرها.
تُعرف Google بثقافتها المؤسسية الفريدة التي تركز على الابتكار، حرية التفكير، وتجربة المستخدم. كما أنها رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث طورت تقنيات متقدمة مثل Google Assistant، وخوارزميات التعلم الآلي، وتطبيقات الترجمة الفورية.
في عام 2015، أعادت Google هيكلة أعمالها تحت مظلة شركة "Alphabet Inc." لتصبح شركة تابعة، مما أتاح لها التركيز على الابتكار في مجالات متنوعة مثل السيارات ذاتية القيادة (Waymo)، والتقنيات الصحية، والحوسبة السحابية.
تلعب Google دورًا محوريًا في حياة المستخدمين اليومية، حيث تُستخدم خدماتها من قبل مليارات الأشخاص حول العالم. ومع تطورها المستمر، تسعى الشركة إلى تعزيز تجربة المستخدم من خلال أدوات إنتاجية ذكية، وتحسين الوصول إلى المعلومات، ودعم التحول الرقمي عالميًا.
تواجه Google تحديات متزايدة تتعلق بالخصوصية، مكافحة الاحتكار، وتنظيم المحتوى، لكنها تظل في طليعة الشركات التي تشكل مستقبل التكنولوجيا والاتصال الرقمي.