عاجل

حابس الشروف: غزة تواجه إبادة بالتجويع.. ومصر صمام أمان ضد التهجير

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال في حالة كارثية، رغم دخول بعض المساعدات الغذائية التي جاءت نتيجة ضغوط دولية وإقليمية متزايدة، من بينها منظمات حقوقية إسرائيلية حذّرت علنًا من وقوع "إبادة جماعية بالتجويع" في القطاع المحاصر.

وفي مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أوضح الشروف أن المساعدات المحدودة لا تلبي أدنى متطلبات الحياة اليومية لسكان غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تزال تمارس سياسة القتل الممنهج من خلال عمليات اغتيال واقتحام متواصلة، ضمن استراتيجية تعتمد على الضغط الميداني المكثف لانتزاع تنازلات تفاوضية من حركة حماس، دون الالتفات إلى أي نداءات دولية لوقف إطلاق النار.

نتنياهو يتجاهل الضغوط الدولية

وأشار الشروف إلى أن الحراك الدولي المتزايد، لا سيما بعد مؤتمر نيويورك، يعكس حالة وعي عالمي تجاه الجرائم الإسرائيلية، لكنه لم ينجح حتى الآن في إجبار إسرائيل على الالتزام بأي مسار سياسي حقيقي، إذ لا تزال حكومة بنيامين نتنياهو تتعامل مع هذه التحركات بـ"الرفض المطلق"، وتستمر في التصعيد الميداني والتهرب من المسؤوليات السياسية والإنسانية.

الموقف المصري.. ثابت وراسخ

وفي هذا السياق، أثنى الشروف على الموقف المصري التاريخي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقف منذ البداية ضد أي محاولات لفرض التهجير القسري على سكان غزة أو تفريغ القطاع من مكونه السكاني.
وأشار إلى أن القاهرة سبق وأن تصدت لمحاولات مشابهة خلال ما عُرف بـ"صفقة القرن"، التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما شكّل آنذاك موقفًا عربيًا موحدًا أسهم في كبح المشاريع الإسرائيلية–الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أن مصر لم تكتفِ فقط بدورها في إدخال المساعدات أو تقديم المبادرات لإعادة الإعمار، بل كانت شريكًا رئيسيًا في الجهود الدولية الرامية لإحياء مسار حل الدولتين، إلى جانب المملكة العربية السعودية وفرنسا، كما ظهر من خلال مشاركة وزير الخارجية المصري في الاجتماعات الأخيرة بنيويورك.

الكرة في الملعب الإسرائيلي.. وحماس مطالبة بتسليم الملف السياسي للمنظمة

وأكد اللواء الشروف أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان تحميل حماس مسؤولية تعثر جهود وقف إطلاق النار، رغم أن الموقف المصري والقطري يدفع نحو التهدئة، مشيرا إلى أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل"، داعيًا في الوقت ذاته حركة حماس إلى التعامل بقدر أكبر من الواقعية، وتسليم ملف التفاوض السياسي إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

ونوه إلى أن ما يجري من مفاوضات حالية هو إنساني الطابع، ولا يرقى إلى الحل السياسي الشامل، الذي ينبغي أن يتضمن وقفًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا، واعترافًا بدولة فلسطينية كاملة السيادة، مؤكدا أن التذرع الإسرائيلي بورقة "الأسرى" لم تعد مجدية، وأن استمرار استخدام هذا الملف كذريعة لسفك دماء الفلسطينيين يجب أن يُواجَه بضغوط دولية وعربية منسقة.

تم نسخ الرابط