وزير خارجية جنوب إفريقيا: على العالم الاعتراف بدولة فلسطين لتحقيق السلام

أعرب وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، عن قلق بلاده البالغ من تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يحدث يمثل إبادة جماعية يجب أن تتوقف فوراً.
وقال لامولا خلال كلمته في مؤتمر حل الدولتين إن على إسرائيل أن توقف فوراً حربها في القطاع وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط، مشدداً على أن جنوب أفريقيا تدعم قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، داعياً جميع الدول إلى الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية باعتبارها خطوة ضرورية لتحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط.
عبد العاطي: العدوان على غزة كارثة غير مسبوقة والعدالة الدولية تنهار
من جانبه، قال وزير الخارجية والهجرة ، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال كلمته في المؤتمر الدولي المعني بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي نظمته المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، إن الحرب المستمرة على قطاع غزة تمثل "كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر"، مضيفاً أن أكثر من 2.5 مليون فلسطيني يواجهون الحصار والقتل والتشريد والتجويع، وسط صمت دولي مريب.
وأشار الوزير، إلى أن هذه الحرب قد "تجاوزت كل حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني"، مؤكداً أن استهداف الأطفال بشكل يومي يمثل دليلاً واضحاً على انهيار منظومة العدالة الدولية وتفشي ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع قضايا حقوق الإنسان.
انتقاد لعجز المجتمع الدولي ودعوة لمعالجة جذور الأزمة
وصف عبد العاطي، الآلة الإسرائيلية بأنها "آلية توزيع موت" تستهدف المدنيين بشكل ممنهج، مؤكداً أن عجز المجتمع الدولي عن وقف هذا الانتهاك الصارخ يُعد مؤشراً خطيراً على فشل المنظومة الدولية في حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة.
وأكد الوزير، أن المؤتمر الدولي يشكل منصة مهمة لتوحيد الجهود العالمية لمواجهة المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً إلى تجاوز معالجة الأعراض إلى معالجة جذور الصراع، من خلال إحياء مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، ومحاولات فرض تغييرات ديموغرافية على الأرض الفلسطينية، لن تؤدي سوى إلى تفجير مزيد من العنف وبث الكراهية في الإقليم والعالم.
خطة لإعادة إعمار غزة ودعم السلطة الفلسطينية
وشدد عبد العاطي، على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يمهّد الطريق نحو إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن مصر بصدد الدعوة إلى مؤتمر دولي في القاهرة لتفعيل الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.
وأكد كذلك على ضرورة تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية وتحقيق استقرار سياسي فعّال، مشيراً إلى أن العدوان أثبت فشل كل المقاربات الأمنية المبنية على الحصار والاحتلال والقمع.
الاعتراف الدولي بفلسطين خطوة ضرورية
وحول المسار السياسي، شدد وزير الخارجية المصري، على أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لم يعد مجرد خيار رمزي، بل أصبح ضرورة قانونية وأخلاقية لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وأعرب عن تقديره لمواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، خاصة فرنسا، داعياً بقية الدول إلى اتخاذ مواقف واضحة وداعمة لحل الدولتين، ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
سبع أولويات لإنهاء الأزمة
دعا وزير الخارجية إلى تحرك دولي جاد لدعم الإجراءات التالية:
- وقف فوري للعدوان الإسرائيلي وتحقيق هدنة دائمة وتبادل الأسرى.
- ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون شروط.
- تمكين الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" من أداء مهامهما في غزة.
- دعم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع لاستعادة الوحدة الوطنية.
- تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار وتحسين ظروف الحياة في غزة.
- وقف الانتهاكات في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان وسياسات التهويد.
- إطلاق مسار تفاوض سياسي حقيقي يستند إلى الشرعية الدولية وينهي الاحتلال.
احترام القانون الدولي شرط للسلام
شدد عبد العاطي على أن احترام إسرائيل للقانون الدولي والانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 هو شرط أساسي لإحياء فرص السلام.
وأضاف أن التعايش الإقليمي والتعاون المشترك لا يمكن أن يتحقق في ظل منطق القوة وفرض الأمر الواقع، داعياً إلى إنهاء حالة الإفلات من العقاب، التي تشجع على مزيد من الانتهاكات وتُقوّض أسس القانون الدولي.
وختم الوزير بدعوة صادقة للمجتمع الدولي للعمل من أجل تغيير الواقع المأساوي في المنطقة، وبناء مستقبل تسوده العدالة والكرامة والسلام لكافة شعوب الشرق الأوسط.