بعد موجة من الانخفاضات.. أسعار النفط تواصل الصعود برنت يتجاوز 70 دولارًا

واصلت أسعار النفط مكاسبها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بآمال انتعاش النشاط الاقتصادي العالمي بعد اتفاق تجاري جزئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتطورات إيجابية في المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب ضغوط أمريكية جديدة على روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 24 سنتًا، أو ما يعادل 0.34%، لتصل إلى 70.28 دولارًا للبرميل بحلول منتصف الليل بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى منذ 18 يوليو الجاري. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 22 سنتًا أو 0.33% ليصل إلى 66.93 دولارًا للبرميل.
وكان كلا العقدين قد أغلقا على ارتفاع بأكثر من 2% في جلسة الإثنين، وسط تفاؤل واسع في الأسواق بشأن احتمالات تراجع التوترات التجارية وتحسن الطلب العالمي على الوقود.
وجاء هذا الصعود بدعم من الاتفاق التجاري الأخير بين واشنطن وبروكسل، والذي رغم فرضه رسوم استيراد بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه نجح في تجنب حرب تجارية شاملة بين الجانبين كان من شأنها التأثير على نحو ثلث حركة التجارة العالمية، وبالتالي تقليص توقعات الطلب على الطاقة.
كما لقيت الأسعار دعمًا من استمرار المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، حيث اجتمع مسؤولون اقتصاديون رفيعو المستوى من البلدين في العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الإثنين، في جلسة مطولة استمرت لأكثر من خمس ساعات، ومن المنتظر استكمالها اليوم، في مؤشر على إمكانات تمديد الهدنة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
وفي تطور سياسي لافت، حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة جديدة لا تتجاوز "10 إلى 12 يومًا" لروسيا لإحراز تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، مهددًا بفرض عقوبات إضافية على موسكو وكل من يشتري صادراتها النفطية في حال عدم الالتزام.
وقال كبير محللي السلع في بنك ANZ، دانيال هاينز، إن تصريحات ترامب "أشعلت المخاوف من تأثر تدفقات النفط الروسي"، لا سيما في ظل العقوبات الأوروبية الأخيرة، والتي شملت خفض سقف الأسعار المفروضة على الخام الروسي وحظر استيراد المنتجات المكررة المصنوعة منه في بلدان أخرى.
وتأتي هذه التطورات في وقت يراقب فيه السوق عن كثب نتائج اجتماعات "أوبك+" المرتقبة، والتي قد تحدد ملامح الإمدادات العالمية في الأشهر المقبلة، وسط مخاوف من نقص محتمل حال تصاعد التوترات الجيوسياسية أو فرض قيود إضافية على روسيا.