عاجل

بين «المجان» و«الملايين».. قراءة في تعاقدات صيف ساخن بـ الأهلي

الأهلي
الأهلي

شهد سوق الانتقالات الأخير حراكًا ملحوظًا، كاشفًا عن تباين واضح في استراتيجيات الأندية، حيث تتأرجح بوصلة التعاقدات بين انتهاز الفرص المتمثلة في الصفقات المجانية ذات القيمة الفنية العالية، وبين الاستثمارات الضخمة التي تهدف لتعزيز الصفوف بأسماء وازنة. 

 

الأرقام لا تكذب، وفي تفاصيل الصفقات الأخيرة تكمن قصة موسم كروي بدأ ينسج خيوطه، ملقيًا الضوء على التخطيط المالي والفني وراء كل اسم ينضم لقائمة الفريق.

صفقات مجانية بوزن الذهب: مكاسب استراتيجية بامتياز

يبرز هذا الموسم بوضوح مدى أهمية التوقيع مع اللاعبين أصحاب "الانتقال الحر" أو أولئك الذين انتهت إعارتهم، ليصبحوا إضافة مجانية ذات قيمة استراتيجية لا تقدر بثمن. يأتي على رأس هؤلاء نجم الزمالك وقائد المنتخب المصري أحمد سيد زيزو، الذي انضم في صفقة انتقال حر، ليؤكد على أن الموهبة الفذة قد لا تكلف خزائن النادي شيئًا، بل تمنح النادي مكاسب فنية وجماهيرية هائلة. 

يرافقه في هذه الفئة المهاجم الدولي محمد شريف، الذي عاد في صفقة انتقال حر أيضًا، ليقدم حلولًا هجومية متنوعة دون تكلفة مادية مباشرة، وهو ما يعكس نظرة ثاقبة لإدارة الأندية في استغلال الفرص المتاحة.

وفي نفس السياق، تبرز حالة النجم المالي أليو ديانج، الذي عاد في صفقة "مجانًا" بعد انتهاء إعارته، ليجسد عودة لاعب محور ارتكاز ذو ثقل كبير، قادر على ضبط إيقاع خط الوسط وتقديم الإضافة الدفاعية والهجومية، دون أن يتحمل النادي عبء شراء عقده من جديد. 

هذه الصفقات الثلاث، تعد دروسًا مجانية في فن إدارة سوق الانتقالات، حيث تُبرم عقود تخدم الفريق على المدى الطويل دون استنزاف للموارد المالية.

استثمارات ضخمة: رهان على المستقبل وحلول فورية

على النقيض من الصفقات المجانية، تبرز استثمارات مالية كبيرة وُجهت لجلب أسماء تهدف لتقديم إضافة فورية أو بناء مستقبل الفريق. يتصدر قائمة الأغلى نجم منتخب تونس محمد علي بن رمضان، الذي كلفت صفقة انتقاله خزائن النادي مبلغًا يقدر بـ 1.8 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 87 مليون و822 ألف جنيه مصري. هذا الرقم الضخم يعكس الثقة في قدرات اللاعب ودوره المحوري المنتظر في تشكيل العمود الفقري للفريق.

وفي صفقة دولية أخرى، عاد النجم المصري محمود حسن تريزيجيه بصفقة بلغت قيمتها 1.6 مليون دولار (حوالي 78 مليون و64 ألف جنيه مصري). مبلغ كبير يعكس قيمة تريزيجيه الفنية وخبرته الأوروبية الطويلة، ليؤكد أن بعض اللاعبين يستحقون هذه الاستثمارات لخبراتهم الكبيرة وقدرتهم على حسم المباريات.

ولم تغفل الأندية دعم صفوفها محليًا بصفقات باهظة أيضًا. فقد تم التعاقد مع المدافع الواعد ياسين مرعي بمبلغ 39 مليون جنيه، ما يشير إلى رهان كبير على موهبته وقدرته على قيادة خط الدفاع مستقبلًا. كما شهدت الفترة الماضية انضمام اللاعب محمد سيحا مقابل 20 مليون جنيه، والظهير الأيسر محمد شكري بـ 15 مليون جنيه، بالإضافة إلى أحمد رمضان بيكهام الذي كلف النادي 10 ملايين جنيه. 

هذه الأرقام تؤكد على حجم الإنفاق الكبير على تدعيم الصفوف بعناصر محلية واعدة، أملًا في تقديم إضافة فورية وبناء فريق قادر على المنافسة على كافة البطولات.

تؤكد هذه الأرقام والصفقات على أن سوق الانتقالات بات ساحة معركة حقيقية لا تقتصر على الجانب الفني فحسب، بل تمتد لتشمل البعد الاقتصادي والاستراتيجي. 

فبين الصفقات المجانية التي تجسد المكاسب الاستراتيجية، وبين الاستثمارات الضخمة التي تعكس رغبة في تحقيق النجاحات الفورية، يتضح أن الأندية تسعى بكل السبل لتعزيز قوتها، محققة توازنًا دقيقًا بين ما هو متاح وما هو مرغوب، في انتظار أن تترجم هذه الأرقام إلى انتصارات داخل المستطيل الأخضر.

تم نسخ الرابط