نص دعاء الحزب الكبير كاملًا.. ورد يومي يكشف أسرار الروح والطمأنينة

في زمن تتكاثر فيه الهموم وتضيق فيه الصدور، يبقى الدعاء ملاذًا روحيًا لا يُقدّر بثمن، خصوصًا تلك الأدعية التي خرجت من قلوب الأولياء والصالحين، ومن بين هذه الكنوز الدعائية، يبرز "الحزب الكبير" للإمام أبي الحسن الشاذلي، كواحد من أعظم الأحزاب والأوراد التي ألهمت النفوس على مدار قرون.
الحزب الكبير ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو تجلٍّ روحاني عظيم، جمع فيه الإمام الشاذلي خلاصة التوكل والافتقار إلى الله، وصاغه بأسلوب قرآني ساحر يتغلغل في أعماق القلب. لهذا أصبح الحزب رفيق المسافرين، وسندًا للملوك، ومصدر طمأنينة لأهل الذكر.
ولعل اللافت أن الحزب الكبير لا يزال يُقرأ يوميًا في الزوايا والبيوت، لما له من فضل عظيم في جلب السكينة، وتفريج الكرب، ورفع البلاء، وتيسير الأمور، حتى لُقّب بأنه "دعاء الخواص".
في هذا التقرير، نستعرض قصة الحزب الكبير، وأسراره الروحانية، والنص الكامل له بصيغة واضحة ومباشرة، ليكون بين يديك كنزًا دعائيًا من تراث الأولياء.
من هو الإمام أبو الحسن الشاذلي؟
الإمام علي بن عبد الله الشاذلي، أحد كبار أعلام التصوف السُّني، وُلد في المغرب وانتقل إلى تونس ثم الإسكندرية، حيث استقر ونشر طريقته المعروفة بـ"الطريقة الشاذلية".
اشتهر بالتوازن بين الظاهر والباطن، والعلم والعمل، وكان من أهل القرآن والحديث والفقه، كما وضع أورادًا وأحزابًا بقيت حية في وجدان الأمة، أبرزها: حزب البحر والحزب الكبير.
ما هو الحزب الكبير؟ ولماذا كُتب؟
الحزب الكبير هو دعاء طويل جمعه الإمام الشاذلي في أوقات التجلي الروحي، يجمع بين أسماء الله الحسنى، وآيات من القرآن، وتوسلات عظيمة.
يتميز بقوة التضرع، وتنوع المطالب: الحفظ، الرزق، الفتح، التيسير، النصر، الرحمة.
يقال إن الشاذلي رتبه ليُقرأ عند الشدائد، والسفر، والبدايات الكبرى، وقد التزمت به طبقات من العارفين والملوك والعلماء.
فضل الحزب الكبير
- جالب للسكينة والنور الداخلي.
- يُقرأ للحماية من الشرور والحسد والعين.
- وُصف بأنه "دعاء المجرّبين"، أي من داوم عليه رأى الأثر.
- يُقرأ في الفجر أو بعد العصر غالبًا، ويمكن قراءته في أي وقت.
النص الكامل لـ دعاء الحزب الكبير للإمام الشاذلي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا من لا إله إلا أنت، الحي القيوم، العالي العظيم، الحكيم العليم، السميع البصير، القدير القاهر، اللطيف الخبير، الرحمن الرحيم، الملك القدوس، العزيز الغفور، المتين الشكور، المبدئ المعيد، الفتاح الوهّاب، الرزاق التواب، الوكيل الكفيل، الكافي الحسيب، الباقي الوارث، الحفيظ الحق، الجليل الجميل، الكريم الحليم، الغني الحميد، القريب المجيب، الواسع الرفيع، الودود المجيد، الشكور الولي، المولى النصير، البر الرؤوف، الخالق البارئ، المصوّر الجبّار، القهّار الباسط، الرزاق المعطي، القابض المانع، الضار النافع، المعز المذل، العدل الرقيب، المقيت المذيب، الجامع المانع، النور الهادي، البديع الباقي، الوارث الصبور...
نسألك يا الله، باسمائك الحسنى، وصفاتك العلى، وبحق وجهك الكريم، وسلطانك القديم، أن تجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن تحصنّا بحصنك الحصين، وتُجيرنا بجلالك، وتمنّ علينا بنورك، وتفتح لنا أبواب فضلك، وتغمرنا بعفوك ورضاك.
اللهم اجعل لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وارزقنا من حيث لا نحتسب، ويسّر أمورنا كلها، واهدِ قلوبنا، واشرح صدورنا، واغفر ذنوبنا، واستعملنا فيما يرضيك.
اللهم اجعلنا ممن دعوت فاستجاب، واستعاذ بك فأجرت، وتوكل عليك فكفيت، واستغفرك فغفرت، وسألك فأعطيت، ودعاك فأحببته.
اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، واكفنا شر الإنس والجن، وسوء الظن، ومن أرادنا بسوء فرده عنه.
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، عدد ما وسعه علمك، وجرى به قلمك، وأحصاه كتابك، ورضي الله عن أهل بيته الطيبين، وعن أصحابه أجمعين، وعن الأولياء والصالحين.