دعاء حزب البحر الشاذلي مكتوب بصيغة واضحة وسهلة القراءة
يبحث كثير من المسلمين عن دعاء حزب البحر مكتوب كامل، لما فيه من نفحات إيمانية عظيمة وأسرار ربانية، ظل العلماء والأولياء يتوارثونه جيلاً بعد جيل، ويُنسب هذا الدعاء الشهير إلى الإمام أبو الحسن الشاذلي، شيخ الطريقة الشاذلية، وقد ارتبط اسمه بكرامات ومواقف روحانية عديدة.
وفيما يلي، نستعرض لك النص الكامل لدعاء حزب البحر، وأهميته في حياة المسلم، وسبب تسميته، والوقت الأنسب لقراءته، وكل ما يخص هذا الدعاء الجليل الذي يلامس القلوب ويزرع الطمأنينة في النفوس.
ما هو دعاء حزب البحر؟
دعاء "حزب البحر" هو من الأوراد الصوفية المشهورة، ويقال إن الإمام الشاذلي ألّفه وقرأه عند عبوره البحر ذات مرة مع أصحابه، فكان بمثابة حصن حصين من كل مكروه، ولهذا سُمي بـ"البحر".
وقد ورد أن الإمام الشاذلي تلقّاه في رؤية من النبي ﷺ، وأوصاه بأن يكون وردًا يوميًا. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الدعاء من أهم الأوراد في الطريق الصوفي، وخاصة بين مريدي الطريقة الشاذلية.
فضل دعاء حزب البحر
من أبرز فضائل دعاء حزب البحر:
- يُشعر القارئ بقوة اليقين والاعتماد على الله وحده.
- فيه معانٍ توحيدية خالصة، تعزز الإيمان والثقة في النصر الإلهي.
- وردت فيه أسماء الله الحسنى وتوسلات عظيمة تُفرّج الكروب.
- كان سببًا في النجاة من الغرق والمحن لدى الإمام الشاذلي وأصحابه.
- ينقّي القلب ويقوي النفس ويمنح السكينة في مواجهة الشدائد.
نص دعاء حزب البحر مكتوب كاملًا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا عليُّ يا كبيرُ، يا عليمُ يا قديرُ، أنت ربي، وعلمُكَ حسبي، فنعمَ الربُّ ربي، ونعمَ الحسبُ حسبي، تنصرُ من تشاء، وأنت العزيزُ الرحيم،
نسألك العصمةَ في الحركاتِ والسكناتِ والكلماتِ والإراداتِ والخطراتِ من الشكوكِ والظنونِ والأوهامِ الساترةِ للقلوبِ عن مطالعةِ الغيوب،
فقد ابتُلي المؤمنون، وزلزلوا زلزالاً شديدًا، إذ يقولُ المنافقونَ والذينَ في قلوبِهم مرضٌ ما وعدَنا اللهُ ورسولُه إلا غرورًا.
فثبّتنا وانصرنا وسخّر لنا هذا البحرَ، كما سخّرت البحرَ لموسى، وسخّرت النارَ لإبراهيم، وسخّرت الجبالَ والحديدَ لداوود،
وسخّرت الريحَ والشياطينَ والجنَّ لسليمان، وسخّر لنا كلَّ بحرٍ هو لك في الأرضِ والسماءِ، والملكِ والملكوتِ، بحرَ الدنيا وبحرَ الآخرة،
وسخّر لنا كلَّ شيءٍ، يا من بيدهِ ملكوتُ كلِّ شيء، كهيعص، حم، عسق، انصرنا فإنك خيرُ الناصرين،
وافتحْ لنا فإنك خيرُ الفاتحين، واغفرْ لنا فإنك خيرُ الغافرين، وارحمْنا فإنك خيرُ الراحمين، وارزقنا فإنك خيرُ الرازقين،
واهدِنا ونجّنا من القومِ الظالمين، وهبْ لنا ريحًا طيبةً كما هي في علمك، وانشرْها علينا من خزائنِ رحمتك، واحملنا بها حملَ الكرامةِ مع السلامةِ والعافيةِ في الدينِ والدنيا والآخرة،
إنك على كلِّ شيءٍ قدير، اللهم يسرْ لنا أمورَنا مع الراحةِ لقلوبِنا وأبدانِنا، والسلامةِ والعافيةِ في دينِنا ودنيانا وآخرتِنا،
وكنْ لنا صاحبًا في سفرِنا وخليفةً في أهلِنا، واطمسْ على وجوهِ أعدائنا، وامسخْهم على مكانتِهم فلا يستطيعون المضيَّ ولا المجيءَ إلينا،
ولو نشاءُ لطمسنا على أعينِهم فاستبقوا الصراطَ فأنّى يُبصرون، ولو نشاءُ لمسخناهم على مكانتِهم فما استطاعوا مضيًا ولا يرجعون.
يا سين، والقرآنِ الحكيم، إنك لمنَ المرسلينَ على صراطٍ مستقيم، تنزيلَ العزيزِ الرحيم،
لتنذرَ قومًا ما أُنذرَ آباؤُهم فهم غافلون، قد حقَّ القولُ على أكثرِهم فهم لا يؤمنون،
إنا جعلنا في أعناقِهم أغلالاً فهي إلى الأذقانِ فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفِهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
شاهتِ الوجوهُ، وعنتِ الوجوهُ للحيِّ القيوم، وقد خابَ من حملَ ظلمًا،
طه، طه، طه، طه، طه،
طمسًا طمسًا طمسًا، طمسًا طمسًا طمسًا،
صمًّا بكمًا عميًا فهم لا يرجعون.
صمًّا بكمًا عميًا فهم لا يعقلون.
صمًّا بكمًا عميًا فهم لا يبصرون.
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم،
وصلّى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
متى يُستحب قراءة حزب البحر؟
يفضّل قراءة دعاء حزب البحر في:
- أوقات الكرب أو الشدة أو الخوف من أمر جلل.
- أثناء السفر خاصةً عند ركوب البحر أو الجو.
- في ساعات الفجر والثلث الأخير من الليل.
- بعد صلاة الفجر ضمن الأوراد اليومية.
سبب شهرة الدعاء بهذا الاسم
سُمي "حزب البحر" لأن الإمام الشاذلي قرأه أثناء عبور البحر من مصر إلى المغرب، فهدأت الأمواج، ونجا من العاصفة، وكانت تجربة إيمانية مهيبة، فارتبط اسم الدعاء بهذا الحدث، وأصبح رمزًا للنجاة والاعتماد الكامل على الله في أشد الظروف.
