مصر تواصل تصدّر العالم في مكافحة فيروس سي: "منال السيد" تكشف بالأرقام

في اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الوبائي، سلطت الدكتورة منال حمدي السيد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، الضوء على إنجاز غير مسبوق حققته مصر في مواجهة فيروس سي، ووصفت ما تم بأنه "نقلة إنسانية وصحية أنقذت الملايين".
من معدل 15% إصابة إلى أقل من 1% فقط
بدأت منال حمدي حديثها بالإشارة إلى الوضع الصحي الخطير الذي كانت تمر به مصر قبل أكثر من عقد، قائلة: "في عام 2008، توقعت نتائج المسح القومي أن قرابة 15% من المصريين كانوا يحملون فيروس سي".
لكن هذا الرقم، وفقًا لها، بدأ يتراجع تدريجيًا حتى وصل في عام 2015 إلى 10% من المواطنين يحملون أجسامًا مضادة، و7% مصابون فعليًا بالفيروس، وبفضل استراتيجية وطنية محكمة، انخفضت النسبة إلى أقل من 1%، وهو الرقم الذي حددته منظمة الصحة العالمية كشرط لإعلان دولة خالية من الفيروس، وكان من المفترض تحقيقه عالميًا في 2030، لكن مصر وصلت إليه في عام 2020، لتصبح أول دولة في العالم تنال الشرف الكامل بذلك الإنجاز وتحصل على التصنيف الذهبي.
حملة "100 مليون صحة".. نموذج عالمي
واعتبرت الدكتورة منال أن حملة "100 مليون صحة" كانت حجر الأساس في هذه الطفرة، حيث شملت فحص أكثر من 50 مليون مواطن بالغ خلال عامي 2018 و2019، وهو رقم لم يتم الوصول إليه من قبل في أي دولة، حتى الدول المتقدمة صحيًا، وقالت: "بفضل تلك الحملة، اكتشفنا أن 4.5% فقط ممن تم فحصهم كانوا يحملون الفيروس، وتم علاجهم جميعًا"، لافتة إلى أن المسح شمل أيضًا أمراضًا غير معدية كالسمنة والضغط والسكري، مما ضاعف من قيمة الحملة على المستوى الوقائي.
برنامج المدارس.. إنقاذ مبكر للأطفال
وكشفت منال السيد عن مبادرة فريدة من نوعها في العالم، يتم تنفيذها فقط في مصر، وهي مسح الأطفال في المدارس للكشف المبكر عن فيروس سي، وأضافت: "منذ عام 2019 وحتى اليوم، تم فحص ما يقرب من 17 مليون طالب فوق سن 12 سنة، وعالجنا بالفعل ما يقارب 20 ألف طفل منهم".
رسالة أمل واعتراف عالمي
وختمت منال حديثها برسالة فخر: "قد لا نكون وصلنا إلى صفر إصابات، ولكننا تخطينا كل التوقعات العالمية، ورسخنا لاسم مصر كنموذج يُحتذى به عالميًا في القضاء على الفيروسات الكبدية".