مكتبة الإسكندرية: رقمنة التراث المصري لنشر الوعي الثقافي بين الأجيال الجديدة

في خطوة تعكس إيمانها بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية، تواصل مكتبة الإسكندرية جهودها في رقمنة التراث المصري بمختلف أشكاله، بهدف إتاحته لكل فئات المجتمع، وخاصة الشباب والنشء، بأساليب عصرية تلائم لغة العصر ووسائل التواصل الحديثة.
توثيق شامل للتراث المصري بكافة مراحل
الدكتور أيمن سليمان، مدير مكتب توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالمكتبة، أكد خلال حواره مع برنامج "الخلاصة" على قناة "المحور"، أن المكتب يعمل حاليًا على مشروعات ضخمة تستهدف أرشفة التراث المصري رقميًا.
وأوضح أن هذا يشمل التراث الإسلامي والقبطي والفرعوني، بالإضافة إلى التراث اليوناني الروماني، وأيضًا التراث الحديث والمعاصر.
وأضاف سليمان أن التراث لا يقتصر فقط على المعالم الأثرية أو النصوص القديمة، بل يمتد ليشمل الحرف التقليدية، والمهن الشعبية، والفنون، وكل ما يُشكل جزءًا من ذاكرة وهوية المجتمع المصري.
"عارف": سلسلة رقمية لنشر الوعي بطريقة مبسطة
ضمن الجهود المبذولة لجعل التراث أكثر قربًا من الجيل الجديد، أطلقت مكتبة الإسكندرية العام الماضي سلسلة وثائقية قصيرة تحت عنوان "عارف". وتهدف هذه السلسلة إلى تعريف الشباب بتاريخهم وثقافتهم بطريقة مشوقة وسهلة الفهم، من خلال أفلام لا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق.
وتغطي الحلقات جوانب متعددة من التراث، مثل العادات والتقاليد والملامح الثقافية لكل حقبة تاريخية مرت بها مصر، مع التركيز على تقديم المادة في شكل بصري جذاب يشبه "الريلز" و"اليوتيوب شورتس"، لتناسب تفضيلات جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
رقمنة الماضي لبناء المستقبل
يؤمن القائمون على المشروع أن رقمنة التراث ليست فقط لحفظه من الضياع، بل هي أداة لتعليم الأجيال الجديدة، وتعزيز انتمائهم لماضيهم، وتوظيفه لبناء مستقبل أكثر وعيًا بثقافته وتاريخه. وفي ظل تسارع التكنولوجيا، تسعى المكتبة لتحويل هذا التراث إلى محتوى تفاعلي متاح للجميع في أي وقت ومن أي مكان.
وتعد مبادرة مكتبة الإسكندرية نموذجًا ملهمًا لكيفية المزج بين التكنولوجيا والمعرفة، وبين الأصالة والمعاصرة، لإحياء تراث أمة عمرها آلاف السنين بلغة يفهمها الحاضر.
وفي وقت سابق ،كشف الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالمكتبة، أنه في خطوة رائدة تُعزز إدماج ذوي الهمم في المشهد الثقافي، أطلقت مكتبة الإسكندرية نسخة بلغة الإشارة من سلسلة "عارف أصلك مستقبلك"، إحدى أبرز المشروعات التي تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية بين الشباب، واعلن عن التفاصيل الكاملة لهذه المبادرة وأهدافها.