صلاح عبد العاطي: الرئيس السيسي يُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية معاناة غزة |فيديو

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كانت دقيقة وواضحة، ومعبّرة عن موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بالشق الإنساني وإدارة معابر إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية له في برنامج "اليوم" على قناة DMC، حيث أوضح عبد العاطي أن خطاب الرئيس لم يكن مجرد سرد للأرقام والحقائق، بل حمل في طياته صراحة سياسية غير مسبوقة، إذ حمّل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة.

دعم متواصل رغم العراقيل

وشدد عبد العاطي على أن الرئيس السيسي أكد في كلمته ضرورة اتخاذ قرارات دولية عاجلة لوقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ومن دون عوائق، مع التركيز على تيسير الإجراءات في معبر رفح، الذي يعد الشريان الحيوي الوحيد المتبقي لإيصال الإغاثة إلى المحتاجين في القطاع.

وأوضح رئيس الهيئة أن مصر قامت بدور محوري منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث كانت مسؤولة عن إدخال أكثر من 70% من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكداً أن القاهرة لم تتخلَّ يومًا عن مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، رغم كافة التحديات الأمنية واللوجستية.

تفادي الانهيار الإنساني

وعن معبر رفح، قال عبد العاطي إن المعبر ظل يعمل لفترات سابقة، إلا أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على مدينة رفح أدت إلى إغلاقه، ما تسبب في عرقلة دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية، مشيراً إلى أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع حالياً لا يغطّي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية، إذ يحتاج القطاع إلى نحو 600 شاحنة يومياً لتفادي الانهيار الإنساني، بينما لا تتجاوز المساعدات المتدفقة ربع هذا الرقم.

وأكد عبد العاطي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتبع سياسة "التقطير" في السماح بدخول المساعدات، مشيراً إلى توقف الإمدادات لفترات طويلة وصلت إلى 82 يوماً متواصلة، وهو ما وصفه بالصمت الدولي المخزي والعجز عن ممارسة ضغط حقيقي لإيقاف هذه الانتهاكات.

واعتبر رئيس الهيئة أن هذه الممارسات تشكل جريمة إنسانية مكتملة الأركان، تتعارض مع كافة القوانين الدولية واتفاقيات جنيف، واصفاً منع إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة بأنه بمثابة جريمة إبادة جماعية تستوجب مساءلة ومحاكمة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية.

واختتم عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن مصر تبقى حجر الزاوية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية والضغط على إسرائيل لوقف هذه المأساة التي تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

دعوة لتدخل دولي عاجل 

واختتم صلاح عبد العاطي تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، وكل القوى الفاعلة في العالم إلى التحرك العاجل والضغط من أجل وقف العدوان، وفتح المعابر، وضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر ومنتظم، مؤكدًا أن مصر تظل ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر تحركاتها السياسية أو دورها الإنساني المباشر.

كما أشاد صلاح عبد العاطي بالموقف المصري الذي يوازن بين الدعم الثابت لحقوق الفلسطينيين، والعمل الدبلوماسي الحكيم من أجل تهدئة الأوضاع، وإنقاذ الأبرياء من شبح الجوع والمرض والموت المحقق.