في ظل موجات الحر الشديدة.. سب الطقس من الأمور المذمومة شرعا خاص

مع ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الحر الشديدة في مختلف المحافظات، يتداول البعض عبارات غاضبة تجاه الجو والطقس، تصل أحيانًا إلى سب الحر أو الشتاء أو الرياح، دون الانتباه لما قد يترتب على ذلك من مخالفات شرعية.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ أحمد المنزلاوي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن سبّ الطقس أو الرياح أو الحرّ أو البرد من الكلام المذموم شرعًا، لأنه اعتراض ضمني على قضاء الله وقدره، موضحًا أن كل ما في الكون من حر وبرد وريح ومطر هو من خلق الله، والله يقول:
“هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه”.
وأضاف المنزلاوي في تصريح خاص ل ” نيوز رووم ” أن النبي ﷺ كان إذا هبّت ريح – سواء كانت باردة أو ساخنة – لا يسبّها، بل كان يقول كما ورد في الحديث الشريف:
“اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به”، مشيرًا إلى أن هذا الدعاء النبوي يعلمنا أدب الخطاب مع مخلوقات الله، وأن نطلب خيرها ونتعوذ من شرها، لا أن نسبها أو نلعنها.
واستشهد المنزلاوي بما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:
“لا ينبغي لأحد أن يسبّ الريح، فإنها خلقٌ لله مطيع، وهي جند من جنوده، يجعلها رحمةً أو نقمةً”، مؤكدًا أن كل مخلوق يسير بأمر الله ولا يجوز للمسلم أن يتلفّظ بما يُفهم منه السخط على الله عز وجل.
كما أشار إلى ما ورد في كتابات الإمام ابن القيم، حين نُقل أنه رأى أحد الصالحين في المنام بعد وفاته، فسأله: كيف حالك؟، فأجابه: “أنا موقوف على كلمة”، في إشارة إلى أن العبد قد يُسأل أو يُحاسب على كلمة واحدة تفوّه بها دون وعي، مستندًا إلى قوله تعالى:
“ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد”.
واختتم الشيخ أحمد المنزلاوي حديثه بالتأكيد على أن الكلمة أمانة، وأنه ينبغي للمسلم أن يتجنب ألفاظ السبّ والشتم لأي من مخلوقات الله، حتى وإن اشتدّ الحر أو زادت المعاناة، داعيًا إلى التحلّي بالصبر، والإكثار من الدعاء، والتسليم لأمر الله تعالى