عاجل

رتيبة النتشة: مؤتمر باريس خطوة دولية مهمة لتثبيت الحق الفلسطيني (فيديو)

فلسطين
فلسطين

أكدت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي والوطني الفلسطيني، أن مؤتمر باريس الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية وفرنسا يمثل استجابة لمطلب فلسطيني طال انتظاره منذ عام 2019، ويأتي في وقت حرج تمر به القضية الفلسطينية نتيجة حرب الإبادة المستمرة في غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية.

 المؤتمر يهدف إلى إعادة إحياء خيار حل الدولتين

وأوضحت النتشة في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" أن المؤتمر يهدف إلى إعادة إحياء خيار حل الدولتين، وتثبيت شرعية الدولة الفلسطينية، لا سيما في ظل التوصيات الأخيرة للمحكمة الدولية وقرار الأمم المتحدة الذي أمهل الاحتلال حتى سبتمبر المقبل لإنهاء احتلاله. وتوقعت أن يسفر المؤتمر عن موجة جديدة من الاعترافات بدولة فلسطين من دول أوروبية عدة، بينها فرنسا، التي تملك ثقلًا كبيرًا في الاتحاد الأوروبي.

 

وأضافت النتشة أن تأثير هذه الاعترافات لن يقتصر على الجانب الرمزي، بل من الضروري ترجمتها إلى خطوات عملية، كإنشاء لجان لمتابعة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية، مشددة على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لفرض حل سياسي يُمكّن الفلسطينيين من نيل حقوقهم، محذّرة من أن بقاء الاحتلال وسياسة الإفلات من العقاب سيؤديان إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أن تأجيل فرنسا إعلان اعترافها حتى سبتمبر يعكس رغبة في الضغط على إسرائيل ضمن مهلة زمنية واضحة، متوقعة أن تتبنى دول أخرى هذا النهج.

 

وحول الموقف الأميركي، عبّرت النتشة عن قناعتها بأن الفيتو الأميركي لم يعد كافيًا لكبح التوجه الدولي المتزايد لدعم الحق الفلسطيني، مشيرة إلى أن الاعترافات السابقة، خصوصًا منذ 2012، ساعدت فلسطين على تحسين وضعها القانوني والدبلوماسي داخل الأمم المتحدة، والمشاركة في اتفاقيات ومؤسسات دولية.

ومن ناحية أخرى، أكدت ريهام الجعفري، مسؤولة التواصل في مؤسسة "أكشن إيد" بفلسطين، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستوى الكارثة، مشيرة إلى أن نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية بات يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، خاصة الأطفال الرضّع والنساء الحوامل.

وأوضحت الجعفري في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية" أن أكثر من 20% من النساء الحوامل يعانين من سوء التغذية الحاد، وأن الأطفال حديثي الولادة يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام المكملات الغذائية وغياب الرعاية الطبية، مشيرا إلى أن نحو 87% من سكان القطاع نزحوا قسريًا، وهم اليوم محاصرون في مناطق لا تتجاوز 13% من مساحة غزة، وسط اكتظاظ شديد وانتشار الأمراض ونقص المياه والوقود وتوقف المطابخ المجتمعية.

وأضافت الجعفري أن إسرائيل تعمّدت خلق واقع إنساني مدمر لفرض مشروع "المدينة الإنسانية"، الذي يهدف لحشر السكان في بقعة صغيرة تمهيدًا لتهجيرهم، وهو ما كشفته تقارير إسرائيلية حديثة حول تجميد –وليس إلغاء– هذا المخطط بانتظار صفقة تبادل محتملة، مؤكدة أن استمرار الحرب دون تدخل دولي فعال يمنح إسرائيل الوقت لتطبيق هذا السيناريو الخطير، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية من خلال فرض وقف فوري للحرب وفتح المعابر وعودة النازحين لمنازلهم.

 

وفي تعليقها على غياب آليات المحاسبة الدولية، اعتبرت الجعفري أن إفلات إسرائيل من العقاب يضعف مصداقية النظام الدولي ويزيد من احتمالية تكرار جرائم مماثلة في أماكن أخرى من العالم، مشددة على أن الحل الحقيقي لا يمكن أن يكون عبر شاحنات أو إسقاط مساعدات جوية، بل يتطلب وقفًا دائمًا لإطلاق النار، فتح جميع المعابر، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة في غزة.

 

وأكدت أن أي تأخير في الحل السياسي سيؤدي إلى تفاقم المجاعة والتوتر في المنطقة، مشيرة إلى أن البدائل المؤقتة لا تُغني عن حل جذري ينهي المعاناة المستمرة لسكان القطاع.
 

تم نسخ الرابط