عماد الدين حسين: مصر تسعى لتثبيت الفلسطينيين في أرضهم | فيديو

قال عماد الدين حسين، الكاتب الصحفي، إن الجهود المصرية المتواصلة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة تأتي في إطار موقف تاريخي ثابت، هدفه دعم الشعب الفلسطيني وتثبيته في أرضه، موضحا أن مصر لعبت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 دورا محوريا في تنسيق دخول المساعدات، مشيرا إلى أن نحو 135 ألف طن من المساعدات دخلت القطاع، 70% منها من مصر، ليس فقط عبر الحكومة، بل بمساهمات واسعة من المواطنين المصريين في المدن والقرى.
موقف مصر نابع من مصلحتها الوطنية المباشرة
وشدد حسين خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، على أن موقف مصر نابع من مصلحتها الوطنية المباشرة، قبل أن يكون موقفاً عربياً أو إنسانياً، موضحاً أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطراً مباشراً على الأمن القومي المصري، مؤكدا أن مصر، منذ البداية، كانت الصوت الأعلى الرافض للتهجير، وسعت لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ القطاع من سكانه، مشيرا إلى أن استمرار دخول المساعدات والضغط من أجل وقف إطلاق نار دائم يمثلان ضرورة لحماية المدنيين الفلسطينيين وصون استقرار المنطقة.
وعن تعقيدات إيصال المساعدات، أوضح حسين أن إسرائيل تعمد إلى تعطيلها وشيطنة مؤسسات الإغاثة، وعلى رأسها الأونروا، من خلال استهداف مقارها ومخازنها ومنعها من أداء دورها، لافتا إلى أن الاحتلال يهدف إلى تجويع السكان لإجبارهم على النزوح، مستشهداً بتصريحات قادة إسرائيليين يصفون دخول المساعدات بأنه "تكتيك استراتيجي" لتسهيل القضاء على المقاومة، مؤكدا أن إسرائيل لا تسعى لحل إنساني أو سياسي، بل تدير عملية ممنهجة لإفراغ غزة من سكانها، مستخدمة التجويع والقصف والتضليل الإعلامي، بينما مصر، ومن خلفها بعض الأصوات العربية والدولية، تقف حائط صد في وجه هذه المخططات.
ومن ناحية أخرى، قال منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح، إن الحديث الإسرائيلي عن "هدنة إنسانية" لا يتجاوز كونه خداعا إعلاميا موجها للمجتمع الدولي، في حين يستمر جيش الاحتلال بارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدا أن الاحتلال ارتكب منذ بدء ما يسمى بالهدنة أكثر من مجزرة، راح ضحيتها 25 شهيدا، بينهم نساء وأطفال، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء عدة من مدينة غزة كحي التفاح والدرج والزيتون، إضافة إلى مناطق في شمال وجنوب القطاع.
وأوضح الحايك خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال يحاول خلق صورة مضللة بأنه يسمح بدخول المساعدات إلى غزة، بينما في الواقع تُلقى المساعدات في مناطق خطرة، مما يجعلها عرضة للنهب من قبل عصابات مسلحة، وتُباع لاحقاً بأسعار باهظة في الأسواق، وسط غياب أي قدرة للمواطنين على الشراء نتيجة انقطاع الرواتب وتوقف البنوك عن العمل، مضيفا أن الحياة اليومية في غزة أصبحت شبه مستحيلة، حيث لا غذاء، ولا دواء، ولا أمن، مؤكدا أن ما يجري هو سياسة تجويع ممنهجة لفرض التهجير على سكان القطاع.
وشدد الحايك على أن الاحتلال يسعى لإجبار الفلسطينيين على الخروج من غزة نحو سيناء، وهو ما ترفضه مصر كما يرفضه الفلسطينيون رفضا قاطعا، "رغم الألم والجوع وانعدام مقومات الحياة، فإننا باقون في أرضنا ولن نغادرها"، وأعرب عن أسفه للعجز الإنساني الدولي، مشيراً إلى صور الأطفال الذين يلتقطون طعامهم من القمامة، ويأكلون من التراب، في مشهد يلخص حجم الكارثة. وختم حديثه بالقول: "ما يجري في غزة ليس فقط حصاراً وقتلاً، بل وصمة عار في جبين الإنسانية الصامتة".