نزلات البرد في الصيف.. ظاهرة محيرة اعرف أسبابها العلمية

في عز حرارة الصيف وأشعة الشمس الحارقة، يفاجأ كثير من المصريين بإصابتهم بنزلات برد مزعجة، تتنوع بين رشح، وكحة، واحتقان حلق، وأحيانًا ارتفاع في درجة الحرارة. ورغم غرابة الأمر، فإن "برد الصيف" حقيقة طبية، وليس وهمًا كما يظن البعض، وله أسباب واضحة ترتبط بأسلوب حياتنا، خصوصًا في بيئة مثل مصر.
الانتقال المفاجئ بين الحر والتكييف
واحدة من أكثر العادات المنتشرة في مصر خلال الصيف هي استخدام التكييف بشكل مفرط، خاصة في المواصلات الخاصة، البيوت، والمولات. فمثلاً، يخرج الشخص من شارع حرارته تتعدى 40 درجة، ويدخل إلى غرفة باردة جدًا، فيحدث صدمة للجهاز التنفسي، ويضعف الجسم في مواجهة الفيروسات. وفي كثير من الأحيان، تكون فلاتر التكييف غير نظيفة، ما يعني أن الهواء المحمل بالبكتيريا والغبار يُعاد تدويره داخل الغرفة.
هذا الانتقال السريع من الحر الشديد إلى البرودة المفاجئة، خاصة مع التعرّق، يُهيئ الجسم للإصابة بأعراض البرد، بل ويزيد من فرص العدوى داخل المكاتب أو الأماكن المغلقة.
العدوي تنتشر في المصايف والمواصلات
في الصيف، يكثر السفر للمصايف والتجمّعات العائلية، ما يزيد فرص انتقال العدوى. كما أن المواصلات العامة في مصر، خصوصًا مترو الأنفاق، بيئة مثالية لانتقال الفيروسات، لأن التهوية فيها محدودة وكثافة الركاب عالية. ومع ضعف شرب الماء، وقلة النوم، وسوء التغذية أحيانًا، تصبح مناعة الشخص أضعف في مقاومة نزلات البرد.
ويُلاحظ أن بعض حالات "برد الصيف" في مصر تكون نتيجة عدوى بفيروسات مختلفة عن تلك التي تنتشر في الشتاء، مثل الفيروسات المعوية أو فيروس الكوكساكي، والتي تسبب أعراضًا تشبه البرد ولكنها مرتبطة بأمراض صيفية.
الوقاية من برد الصيف لا تتطلب مجهودًا كبيرًا، لكنها تعتمد على بعض السلوكيات اليومية التي غالبًا ما نتجاهلها. من أبرزها تقليل الاعتماد على التكييف بشكل مباشر؛ فليس من الصحي الجلوس أمام المكيف وهو يعمل بكامل طاقته، خاصة إذا كان الجسم متعرقًا أو قادمًا من جو شديد الحرارة. من الأفضل ضبط درجة الحرارة تدريجيًا وتجنب تعريض الجسم لفرق مفاجئ في درجات الحرارة.
أيضًا، من المهم تهوية الغرف المغلقة وتنظيف فلاتر التكييف بانتظام، لأن الهواء المعاد تدويره قد يحمل بكتيريا وغبارًا يساهمان في تهييج الجهاز التنفسي. شرب كميات كافية من المياه خلال اليوم يُعد أمرًا أساسيًا، لأن الجفاف يُضعف المناعة ويجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الفيروسات.
النوم الجيد وتناول الطعام الصحي يلعبان دورًا مهمًا في دعم جهاز المناعة، خاصة في فصل الصيف حيث تزداد معدلات السهر، ويقل الاعتماد على الوجبات المغذية. وأخيرًا، غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه كثيرًا عند التواجد في الأماكن العامة، مثل المترو أو المواصلات المزدحمة، يقلل من فرص التقاط العدوى.