عاجل

خبيرة أمنية.. تكشف استراتيجية بريطانيا والاتحاد الأوروبي ضد الحوثيين (فيديو)

البحر الأحمر
البحر الأحمر

أكدت كاميلا زاريتشا، خبيرة شؤون الأمن، أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتبعان استراتيجيات مختلفة في التعامل مع التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، حيث انضمت القوات البريطانية إلى العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، بينما يركز الاتحاد الأوروبي على جهود حفظ السلام وحماية السفن التجارية.

وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية آية لطفي في برنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضحت زاريتشا أن بريطانيا اتخذت موقفًا أكثر حزمًا من الاتحاد الأوروبي، حيث نشرت قواتها البحرية الملكية لدعم العمليات العسكرية ضد الحوثيين، وذلك كجزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الأمنية التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

بريطانيا ضد الحوثيين

وأضافت الخبيرة أن لندن تلعب دورًا نشطًا في التحالف العسكري الأمريكي ضد الحوثيين، مشيرةً إلى أن المملكة المتحدة تمتلك قواعد عسكرية في البحرين، والتي توفر دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا للحلفاء في المنطقة.

وأوضحت أن التدخل البريطاني العسكري يعكس التزام لندن بدعم الاستقرار الإقليمي، وحماية مصالحها الاستراتيجية، وضمان أمن حركة التجارة البحرية.

كما أكدت أن بريطانيا اتخذت نهجًا أكثر صرامة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مما جعلها أكثر تحررًا في اتخاذ قراراتها العسكرية دون الحاجة إلى التنسيق مع بروكسل، وهو ما يظهر في مشاركتها المباشرة مع واشنطن في الضربات العسكرية ضد الحوثيين.

الاتحاد والوساطة الدبلوماسية 

في المقابل، أوضحت زاريتشا أن الاتحاد الأوروبي يعتمد مقاربة مختلفة تمامًا عن بريطانيا، حيث يركز على حماية السفن التجارية وتأمين الممرات البحرية من الهجمات الحوثية والقرصنة الصومالية، مشيرةً إلى أن دولًا أوروبية مثل اليونان، إيطاليا، وفرنسا تشارك في عمليات أمنية لحماية السفن دون الانخراط المباشر في الأعمال القتالية.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى لعب دور الوسيط الدبلوماسي بين الأطراف المتصارعة في اليمن، حيث يرى أن الحل العسكري وحده لن يكون كافيًا لإنهاء الصراع، مؤكدًا أهمية التفاوض لتحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.

اختلاف لندن وبروكسل

وأشارت إلى أن هذا التباين في الأدوار يعكس التحولات السياسية والأمنية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت بريطانيا أكثر ميلًا لاستخدام القوة العسكرية لحماية مصالحها الاستراتيجية، في حين أن الاتحاد الأوروبي لا يزال متمسكًا بالحلول الدبلوماسية والجهود الأمنية غير القتالية.

كما أكدت أن هذا النهج يعزز الانقسام بين لندن وبروكسل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية، حيث تسعى بريطانيا إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي إثبات استقلاليته من خلال مقاربة أكثر توازنًا بين الدبلوماسية والعمل الأمني.

مستقبل المواقف الأوروبية

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن الموقف الأوروبي قد يتغير وفقًا لتطورات الصراع في اليمن والبحر الأحمر، مؤكدةً أن تصاعد التهديدات الحوثية قد يجبر الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بينما ستواصل بريطانيا التزامها بالنهج العسكري جنبًا إلى جنب مع واشنطن.

وأكدت أن التحديات الأمنية في البحر الأحمر ستظل أحد الملفات الساخنة في السياسة الدولية، وستلعب كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي أدوارًا مختلفة في إدارتها وفقًا لمصالحهما الاستراتيجية وأولوياتهما الأمنية.

تم نسخ الرابط