"أمل" ماتت في صمت.. حكاية أم قتلتها يد أقرب الناس إليها| فيديو

في زقاق ضيق بحي دار السلام، كانت "أمل" تُمثل نموذجًا لصبر الأمهات في صمت، أم لثلاث فتيات، إحداهن تصارع مرض السرطان، وزوج غائب بالحضور رغم وجوده، يمارس العنف والتهديد ويعود كل مساء محملًا بالغضب، وبيده أحيانًا أدوات لا تليق إلا بساحات التعذيب، ورغم كل ذلك، ظلت أمل صامدة، تكتم الألم وتخفي الكدمات خلف ابتسامة الأم التي لا تملك رفاهية الانهيار.
تفاصيل مقتل سيدة بدار السلام
لكن في ذلك اليوم، لم يعد الصبر يجدي.. لم تعد أمل قادرة على احتمال المزيد، جريمة جديدة تضاف لسجل العنف الأسري، لكنها ليست مجرد رقم.
أمل كانت حُبلى في شهرها السابع، تحتضن في أحشائها حياة جديدة، لكنها لم تسلم لا هي ولا جنينها من بطش الزوج الذي فقد كل معاني الرحمة والإنسانية.
بدأت تفاصيل المأساة ببلاغ تلقته أجهزة الأمن بوصول سيدة في الثلاثين من عمرها إلى المستشفى، في حالة حرجة، مصابة بجروح متعددة ونزيف داخلي، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بإصاباتها، ويلحق بها جنينها الذي لم يرَ النور بعد، الطاقم الطبي حاول بكل ما يملك من أدوات إنقاذ، لكن كان الوقت قد فات.
الجيران كثيرًا ما سمعوا صراخ أمل
الجيران لم يُفاجأوا بالخبر، كثيرًا ما سمعوا صراخ أمل واستغاثاتها، وكثيرًا ما شاهدوا آثار الضرب على جسدها، لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتها، وهي نفسها لم تكن تسمح بذلك، ربما خوفًا على بناتها، وربما لأمل داخلها بأن الأمور ستتحسن. لكنها لم تتحسن أبدًا.
التحريات كشفت أن الزوج، ويدعى "سيد"، له سجل جنائي حافل، وسوابق في قضايا سرقة، معروف بين أهالي الحي بعنفه وسلوكه المنحرف، ومع تكرار الخلافات الأسرية، تطور آخر خلاف إلى اعتداء مروع أدى إلى وفاة الزوجة وطفلها الذي كانت تنتظره بحنان.
قوات الأمن تحركت سريعًا وألقت القبض على المتهم خلال ساعات، وتم تحرير محضر بالواقعة، فيما أمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًا على ذمة التحقيق، ووجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، رحلت أمل لكنها تركت وراءها صرخة يجب ألا تُنسى، ونداءً لكل بيت فيه امرأة تُضرب وتُقهر.