"لا عارفين نشرب ولا نستحمى".. أهالي قرية السلام بدمياط 15 يوما بدون مياه
تعيش قرية السلام التابعة لمحافظة دمياط أزمة إنسانية صعبة منذ أكثر من أسبوعين، بسبب انقطاع مياه الشرب بشكل شبه كامل، وسط غياب الاستجابة الفعلية من الجهات المختصة، مما دفع الأهالي إلى إطلاق استغاثات عاجلة للمحافظ والمسؤولين، مطالبين بسرعة التحرك لحل الأزمة التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وقالت "هناء"، إحدى سكان القرية، في تصريح خاص لـ "نيوز رووم": "بقينا مش عارفين نعيش.. لا بنعرف نشرب، ولا نستحمى، ولا حتى نغسل هدوم أولادنا، المياه مقطوعة بقالها أكتر من 15 يوم، بنمشي كيلو وات علشان نملأ جراكن ونرجع، كأننا في قرن تاني مش سنة 2025!"
وأوضحت أن انقطاع المياه تسبب في تفاقم المعاناة اليومية للأسر، خاصة في ظل حرارة الصيف المرتفعة، وانتشار الحشرات، وتزايد احتمالات الإصابة بالأمراض الجلدية والمعوية نتيجة نقص النظافة وعدم توفر المياه الكافية للاستخدام اليومي.
وأضافت: "الأطفال بيتعبوا، وفيه حالات مغص مستمرة بسبب المياه المخزنة، غير أن كبار السن مش قادرين يتحركوا عشان يملوا مية، والناس كلها بقت مضغوطة ومش عارفة تعيش بكرامة".
وأكد الأهالي أن المشكلة ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر كل صيف دون حلول جذرية، إذ تعتمد القرية بالكامل على خط مياه ضعيف غير قادر على تلبية احتياجات السكان المتزايدة، ما يجعلهم يعانون الأمرّين كل عام، دون تدخل فعّال من مسؤولي مياه الشرب أو المحليات.
ورغم تقديم الأهالي العديد من الشكاوى والمناشدات، إلا أن الأزمة ما تزال قائمة، وهو ما دفعهم للمطالبة بتدخل عاجل من محافظ دمياط الدكتور أيمن الشهابي، لإنهاء هذا الوضع غير الآدمي الذي يهدد حياة المئات، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن.
ويؤكد سكان القرية أن بعضهم لجأ لشراء المياه من سيارات نقل المياه الجوفية أو من قرى مجاورة، الأمر الذي شكل عبئًا ماليًا إضافيًا على الأسر البسيطة التي تعاني أصلًا من ارتفاع تكاليف المعيشة.
واختتمت "هناء" حديثها برسالة للمسؤولين: "كل اللي بنطلبه كبشر نعيش بكرامة، مياه نظيفة في الحنفية.. بس كده، إحنا تعبنا ومفيش أي رد".
ويأمل أهالي قرية السلام أن تجد صرخاتهم آذانًا صاغية، وأن يتحرك المسؤولون لسرعة إصلاح الأعطال، وتقوية الخطوط، أو توفير حلول بديلة مستدامة، تضمن الحد الأدنى من حق الحياة الكريمة لكل مواطن.
