الجيش السوداني يتوعد «الحكومة الموازية»: لن نسمح بشرعنة مشروع حميدتي

اتهم الجيش السوداني، اليوم الأحد، التحالف الذي تقوده قوات الدعم السريع بمحاولة "بائسة" لفرض أمر واقع سياسي، بعد إعلان تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. ووصف الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، ما جرى بأنه "محاولة لشرعنة مشروع إجرامي"، مؤكدًا أن القوات المسلحة وبمساندة الشعب "ستُفشل هذه الأجندة ومن يقف خلفها"، مضيفاً أن هدف الدعم السريع الحقيقي هو الاستيلاء على الحكم بالقوة.

حكومة السلام والوحدة

وكان تحالف بقيادة الدعم السريع قد أعلن، يوم السبت، خلال مؤتمر صحفي في مدينة نيالا بإقليم دارفور، تشكيل ما سمّاه "حكومة السلام والوحدة"، وتعيين محمد حسن التعايشي رئيساً لها. كما كشف المتحدث باسم التحالف، علاء الدين نقد، عن تشكيل مجلس رئاسي مكوّن من 15 عضواً، يتولى قيادته محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وينوب عنه عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية-شمال، التي تسيطر على أجزاء من جنوب السودان.

ووفق الإعلان، يضم المجلس أيضاً شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين، بينهم الهادي إدريس الذي أُسند إليه منصب حاكم إقليم دارفور، ليصبح للإقليم حاكمان متنافسان: إدريس التابع للحكومة الموازية، ومني أركو مناوي المتحالف مع الجيش.

 ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023

ويُعد هذا التحرك تطوراً خطيراً في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، وقد يعمّق الانقسام السياسي والميداني داخل السودان. وكانت قوات الدعم السريع قد وقّعت في وقت سابق من هذا العام "دستوراً انتقالياً" يقضي بتقسيم السودان إلى ثمانية أقاليم في إطار دولة اتحادية جديدة.

الأمم المتحدة عبّرت عن قلقها مراراً من أن مثل هذه الخطوات قد تُفشل جهود الوساطة الدولية، وتزيد من تعقيد الأزمة التي توصف بأنها إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. فإلى جانب انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، يواجه السودان موجات نزوح جماعي، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية.