أيمن الرقب: إعلان نتنياهو عن هدنة إنسانية خدعة تحت الضغط الدولي|خاص

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "هدنة إنسانية" لم يأتِ نتيجة إرادة سياسية، بل جاء خضوعاً لضغط دولي هائل بعد تصاعد الصور المروعة للمجاعة في قطاع غزة، التي أحرجت تل أبيب أمام العالم.
ضغط عالمي بعد فضح "رواية الذكاء الاصطناعي"
وأشار د. الرقب في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، إلى أن الاحتلال حاول في البداية التهرب من مسؤولية المجاعة، عبر الادعاء أن صور الأطفال الجائعين في غزة تم "صنعها بالذكاء الاصطناعي"، لكن هذه الرواية انهارت سريعاً بعد أن بث الإعلام الأميركي والإسرائيلي فيديوهات وصوراً حقيقية من داخل القطاع، ما جعل هذه المزاعم غير قابلة للتصديق.
وتابع: "هذا الانكشاف دفع قوى كبرى مثل فرنسا، بريطانيا، كندا، أستراليا، وعدد من المنظمات الدولية إلى التحرك باتجاه الضغط من أجل رفع الحصار ووقف المجاعة، كما بدأ الأمريكيون أيضاً في التراجع أمام هذا الضغط الأخلاقي".

اعتراض شاحنات الإغاثة.. تكشف خديعة إسرائيلية
وأكد الرقب أن هناك ازدواجية وخديعة واضحة في السلوك الإسرائيلي، موضحاً: "جيش الاحتلال اعترض بالأمس شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى غزة، رغم زعم نتنياهو أن هناك نية للتخفيف الإنساني. هذا تناقض واضح يكشف الهدف الحقيقي: تبرئة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لا أكثر".
كما حذر من أن عمليات إنزال المساعدات الجوية قد تكون "جزءاً من الخداع"، مضيفاً: "توجد مخاوف حقيقية من أن هذه المساعدات قد تحتوي على معدات تجسس، أو أنها تهدف إلى خلق مشهد إعلامي مضلل، خاصة في ظل الحديث عن وقف مؤقت لإطلاق النار في مناطق محددة".
التهدئة قادمة بدفع من القاهرة والدوحة وواشنطن
ورغم كل التحفظات، أشار د. الرقب إلى أن هناك جهوداً جدية تبذلها القاهرة والدوحة وحتى واشنطن للوصول إلى اتفاق تهدئة حقيقية، مضيفاً:
"ربما نكون أمام تغير دراماتيكي خلال الأيام المقبلة، خاصة وأنه لم يكن من المتصور سابقاً أن تعلن إسرائيل عن هدنة إنسانية، بعد أن كانت تعارض حتى مجرد طرحها في مجلس الأمن، مدعومة بفيتو أميركي".

هدنة مشروطة.. وليست نهاية للحرب
وختم د. الرقب تصريحه قائلاً: "علينا أن ننتظر لنرى إن كانت هذه الهدنة حقيقية أم مجرد خدعة جديدة. برأيي، هذه هدنة مؤقتة، وليست إيقافاً للحرب، وقد تمتد لأسابيع، لكنها لا تعني نهاية العدوان. نتنياهو يراوغ، ووزراء متطرفون مثل بن غفير وسموتريتش أعلنوا صراحة أنهم لم يُبلغوا بهذه الهدنة ويعارضونها، وهذا دليل على الارتباك داخل الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف: "المساعدات توقفت منذ مارس، وهذا شكل ضغطاً كبيراً على الاحتلال. وأمام المجاعة التي وصلت إلى حدود يصعب وصفها، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة للمناورة تحت عباءة العمل الإنساني".