عاجل

عالم أزهري: الرجوع إلى الله في الأزمات فقط يعد خللًا في الإيمان | خاص

د فتحي الغريزي
د فتحي الغريزي

مع تكرار مشهد لجوء البعض إلى الله في أوقات الشدة دون الالتزام بذكره في أوقات الرخاء، يثور سؤال يُطرح كثيرًا: هل يُعد اللجوء إلى الله في الأزمات فقط من النفاق؟


في هذا السياق، أوضح الدكتور علاء فتحي الغريزي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن اللجوء إلى الله وقت الشدائد لا يُعد نفاقًا إذا صدر من قلب مؤمن، لكنه يُعد نقصًا في الوفاء وخللًا في الإيمان يحتاج إلى تصحيح.

وقال د. الغريزي في تصريح خاص ( لنيوز رووم ) إن الإيمان الحقيقي يظهر في الرخاء كما يظهر في الشدة، بل إن الإقبال على الله في أوقات النعمة والغفلة أشدّ برهانًا على صدق الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191].

وأكد أن الفرق كبير بين النفاق وضعف الإيمان، فالنفاق هو إظهار الإيمان مع إبطان الكفر، بينما من يلجأ إلى الله في الأزمات وهو مؤمن به لكن يضعف في الطاعة، فهذا مؤمن ضعيف يحتاج إلى تقوية صلته بالله، لا يُحكم عليه بالنفاق.

وأضاف أن طبيعة الإنسان تدفعه إلى اللجوء إلى الله عند المصائب والشدائد، مشيرًا إلى قوله تعالى:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت: 65]،
لكن الذم الإلهي جاء على من يعود إلى الغفلة بعد النجاة، دون أن يُحافظ على علاقته بالله.

وأكد أن هذا السلوك وإن لم يكن نفاقًا، إلا أنه مذموم شرعًا وأخلاقيًا، لأنه يُظهر جفاءً في العلاقة مع الله، وكأن العبد لا يعرف ربه إلا عند الحاجة. وذكّر بحديث النبي ﷺ:“تعرَّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة” [رواه أحمد].

واختتم د. الغريزي حديثه بالتأكيد على أن العبد الصادق لا ينسى ربه في السراء ولا في الضراء، وإن وقع في الغفلة فعليه بالتوبة وتجديد الإيمان والاستمرار على الطاعة، سائلًا الله أن يجعلنا من عباده الذين يذكرونه في كل حين

رئيس جامعة الأزهر السابق: القرآن حذر من الفساد ونهى عن النفاق

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن القرآن الكريم شدد على خطر الفساد وحذر منه، حيث قال الله تعالى:" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" .. موضحًا أن الفساد من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات، لما له من تأثير سلبي على القيم الأخلاقية والتنمية والاستقرار الاجتماعي.

الأدب الشرعي 

وخلال حلقة برنامج "ولا تفسدوا" المذاع على قناة "الناس"، أوضح الدكتور الهدهد أن الأدب الشرعي يقتضي أن يتخلى الإنسان عن الفساد أولًا قبل أن يتحلى بالإصلاح.

وصف المنافقين

 وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، إلى أن الله عز وجل، وصف المنافقين بأنهم يسعون للإفساد في الأرض رغم ادعائهم الصلاح، وذلك في قوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".

أشكال الفساد

وأكد الهدهد، أن أخطر أشكال الفساد هو النفاق، حيث يعتمد المنافقون على الكلام المنمق وكثرة الحلف بالله لإقناع الناس بصدقهم، بينما يضمرون الشر في قلوبهم

.الوجه الخفي للفساد

وأوضح  أن من علامات الكذب والمكر هو المبالغة في القسم دون أن يُطلب منه، حيث يلجأ الكاذب إلى الحلف بالله ليجعل اسمه ستارًا لكذبه، وهو ما نهى عنه القرآن الكريم وحذر منه المؤمنين.

السعي في الخير

وبيَّن أن المنافق يظهر السعي في الخير بينما يضمر الفساد، مستشهدًا بقوله تعالى:" وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها"، مشيرًا إلى أن استخدام كلمة "سعى" هنا جاء ليكشف زيف هؤلاء، حيث تُستخدم هذه الكلمة غالبًا في الخير، لكن في هذه الآية جاءت لتدل على فساد المنافقين رغم ادعائهم الصلاح.

وأكد أن الله سبحانه وتعالى قدَّر لكل مخلوق رزقه قبل أن يُخلق، مستدلًا بقول الله تعالى: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"، موضحًا أن الاعتماد على السعي والعمل هو السبيل الحقيقي لتحقيق الرزق، وليس اللجوء إلى النفاق أو الفساد الذي يؤدي إلى هلاك المجتمعات ودمارها.

القيم الإسلامية 

ودعا الدكتور الهدهد، الجميع إلى التمسك بالقيم الإسلامية والابتعاد عن الفساد بكل أشكاله، مؤكدًا أن الإصلاح لا يتحقق إلا بالقضاء على النفاق، الذي يُعد أداة رئيسية لإفساد الأرض وإهلاك الحرث والنسل.

تم نسخ الرابط