إماطة الأذى وحياء القلب".. يسري جبر يكشف أسرار شعب الإيمان

في حديثٍ روحاني عميق، تناول الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، حقيقة الإيمان بين التصديق والعمل، مؤكدًا أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة ليس حالة قلبية مجردة، بل هو قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
وخلال ظهوره في برنامج "اعرف نبيك" المعروض على قناة الناس، أوضح جبر أن التصديق القلبي هو أصل الإيمان، لكن الأصل في التصديق أن يكون له أثر عملي، قائلاً: "الإيمان كالزرع.. بذرةٌ في القلب لا تنمو إلا بماء الطاعات، فإن تُركت بلا عمل، بقيت ضعيفة أو ذبلت، وقد يلقى العبد ربّه قبل أن تُثمر".
السلوك والأخلاق
وأضاف أن السلوك والأخلاق هما ثمرة الإيمان الحقيقي، فالذي يُصدّق بقلبه حقًا، لا بد أن يظهر ذلك على لسانه وسائر جوارحه، مؤكدًا أن من مات والإيمان في قلبه دون عمل يُنقيه، قد يمرّ بنارٍ للتطهير لا يُخلد فيها، لأنها ليست نار الكفر، بل نار تطهيرٍ للمؤمنين العصاة.
وأشار إلى الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه النبي ﷺ:
> "الإيمان بضع وسبعون شُعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"،
مؤكدًا أن هذا الحديث يُجسّد شمول الإيمان لجوانب العقيدة، والعمل، والخُلق، وهو ما جعل علماء الأمة يُؤلفون الكتب في شرح تلك الشعب وتفصيلها.
ركائز الإيمان
ونوّه إلى أن الركائز الستة للإيمان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره، لا تُثمر أثرًا إلا حين تتحول من مجرد تصديق نظري إلى عمل يومي وسلوك حيّ.
وشبّه جبر حال المؤمن المجتهد بزارعٍ يسقي شجرة إيمانه بالطاعات، فيراها تنمو وتزهر في أخلاقه وعباداته، بينما حال المقصر كمن غرس بذرة وتركها بلا عناية، فهي عرضة للذبول والموت.
> "كلما زاد العبد في الطاعة، قويت شجرة الإيمان في قلبه، وتفتحت أغصانها على جوارحه، فيُصبح لسانه ذاكرا، وعينه باكية، ويده محسنة، وقلبه معلقًا بالله".
وختم 'جبر"حديثه قائلًا: "الإيمان ليس لحظة شعورية فقط.. بل طريق مستمر للعروج إلى الله، لا يثبته إلا المجتهدون في الذكر والطاعة، الساعون إلى الله بكل قلوبهم وأعمالهم".