رحيل أنطوان كرباج.. المسرح اللبناني يودّع أحد عمالقته

فُجع الوسط الفني اللبناني والعربي اليوم بخبر وفاة الممثل القدير أنطوان كرباج عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد صراع مع المرض ومعاناة طويلة مع الزهايمر، الذي حرمه من التواصل مع محيطه وأبعده عن الحياة الاجتماعية التي طالما عرفها بحيويته وصخبه الفني.
رحيل موجع يهز الساحة الفنية
مع إعلان خبر وفاته، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والوطن العربي برسائل النعي والتعازي من محبيه وزملائه في الوسط الفني، الذين أعربوا عن حزنهم الشديد لرحيل قامة فنية كبيرة مثل كرباج، وكتب أحد المغردين: "دموع المسرح والتلفزيون والسينما والفن والشعر والصداقة على الكبير الرائع.. أنطوان كرباج... إلى دار الخلود".
بينما نشرت إحدى المتابعات صورة للراحل، وعلّقت قائلة: "كم أنّ الشيخوخة قاسية وأحمالها ثقيلة، وهي أحيانًا تُكلّف الجسد والذاكرة والتوازن وتتحوّل إلى وحشة، لكن الإرث الذي تراكم من العطاء والفنّ والخشبة يغلُب كل رحيل، فلا يكون الموت سوى أوانٍ للاستراحة والانطفاء البدني عناقًا مع الأبد... الممثل اللبناني أنطوان كرباج بأمان الله".
مسيرة حافلة بالإنجازات والمسرحيات الخالدة
وُلد أنطوان كرباج في 4 أيلول 1935 في زبوغا، قضاء المتن، وكان من أبرز الوجوه المسرحية والتلفزيونية اللبنانية، وبدأ رحلته الفنية في بداية الستينيات، حيث التحق بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية، تحت إدارة المخرج الكبير منير أبو دبس، وساهم في تأسيس فرقة المسرح الحديث، التي كان لها دور محوري في النهضة المسرحية اللبنانية والعربية.
تعاون كرباج مع كبار المخرجين اللبنانيين والعرب، وترك بصمته في أعمال لا تزال خالدة في وجدان الجمهور، سواء في المسرح أو الدراما التلفزيونية، وتميز بأسلوبه الفريد في الأداء، وقدرته على تجسيد أدوار متنوعة، من الشخصيات الكلاسيكية إلى المعاصرة، ما جعله أحد أعمدة المسرح اللبناني لعقود.
إرث فني خالد رغم الغياب
برحيل أنطوان كرباج، يخسر المسرح والتلفزيون اللبناني والعربي فنانًا من طراز نادر، قدّم عبر مسيرته أعمالًا حفرت اسمه في سجل الكبار، لكن ذكراه ستظل حيّة من خلال إرثه المسرحي والفني، الذي سيبقى حاضرًا في ذاكرة محبيه وأجيال المستقبل، لتظل روحه ترفرف فوق خشبات المسرح، حيث أضاءت موهبته لسنوات طويلة.