ما حكم تأخير صلاة الفجر إلى ما بعد شروق الشمس دون عذر؟

أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان توعوي جديد أن تأخير صلاة الفجر عمدًا إلى ما بعد طلوع الشمس دون عذرٍ شرعي، لا يجوز شرعًا، ويُعد من كبائر الذنوب، لما فيه من مخالفة لأمر الله تعالى بإقامة الصلاة في وقتها.
واستشهدت الدار بقول الله عز وجل:“إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” [النساء: 103]،
مبينةً أن لكل صلاة وقتًا محددًا لا يجوز تجاوزه إلا بعذر معتبر شرعًا، وأن وقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى شروق الشمس.
وأوضحت أن من نام عن الصلاة أو نسيها، فلا إثم عليه، ويجب عليه أن يؤديها فور استيقاظه أو تذكره، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ:
“من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” [رواه مسلم].
أما من تعمّد ترك الصلاة حتى خرج وقتها دون عذر، فذلك إثمٌ عظيم، وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن هذا الفعل موجب للذنب، ويجب على صاحبه القضاء والتوبة.
• ونقلت الدار عن الإمام النووي (رحمه الله) قوله:
“اتفق العلماء على أن من ترك الصلاة حتى خرج وقتها بلا عذر، أنه آثم وعليه القضاء”.
• كما جاء عن ابن قدامة في “المغني”:
“من أخر الصلاة عن وقتها متعمدًا من غير عذر، لم تُقبل منه، وإن وجب عليه القضاء”.
وفي السياق ذاته، أوضحت الدار أن الحنفية وافقوا على عدم جواز التأخير عمدًا، مؤكدين أن ذلك يُسقط فضل الصلاة ويعرض صاحبها للعقوبة، مع لزوم القضاء في جميع الأحوال.
كما نقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله:
“من تعمّد ترك الصلاة حتى خرج وقتها، فهو كمن لم يصلها أبدًا في الحقيقة”.
وشددت دار الإفتاء على أن الاستهانة بأوقات الصلاة من علامات التفريط، بل ومن صفات المنافقين، كما جاء في قوله تعالى:
“فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”،
أي الذين يؤخرون صلاتهم عن وقتها دون عذر مشروع.
فضل صلاة الفجر في وقتها
كما نبهت الدار إلى أن صلاة الفجر في وقتها لها فضلٌ عظيم، فهي:
• من أعظم أسباب دخول العبد في ذمّة الله.
• تشهدها ملائكة الليل والنهار.
• وجاء في الحديث الشريف أن من صلّاها في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، كُتب له أجر حجة وعمرة تامة.
وأوصت دار الإفتاء بضرورة الحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها، واتخاذ الوسائل المعينة على ذلك، مثل:
• النوم المبكر.
• ضبط المنبه.
• الاستعانة بالأهل أو الأصدقاء.
• الدعاء والابتهال إلى الله تعالى أن يرزق المسلم القيام إليها.
وختمت الدار بيانها بالتأكيد على أن صلاة الفجر ليست مجرد فريضة يومية، بل مقياس لصدق الإيمان وعلامة على اليقظة القلبية، وأن التهاون فيها إشارة إلى ضعف الصلة بالله، داعيةً المسلمين إلى المحافظة عليها، والحرص على أدائها في وقتها طمعًا في رضا الله وفضله