ماكرون يشدد على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية وحقوق مواطنيها

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أكد خلال المكالمة على ضرورة إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات الجارية بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية، مع التأكيد على حسن النية كأساس للعمل المشترك.
وأشار ماكرون إلى أن وقف إطلاق النار الأخير في محافظة السويداء يشكل إشارة إيجابية يجب البناء عليها لتثبيت أُسس الاستقرار في المنطقة. كما شدد على التزام بلاده الكامل بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل حجر الزاوية في سياسة فرنسا تجاه الأزمة السورية.
تجنب تكرار حلقات العنف
وفي سياق متصل، كشف الرئيس الفرنسي عن مناقشاته مع الرئيس الأسد لتفاصيل المحادثات التي جرت مؤخرًا في باريس مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أهمية تجنب تكرار حلقات العنف في سوريا وملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات التي تهدد الأمن والاستقرار.
وتأتي هذه المكالمة في إطار الجهود الدولية المستمرة لدعم مسارات الحل السياسي في سوريا، وسط تحديات أمنية وإنسانية متزايدة، حيث تبقى فرنسا واحدة من الدول الفاعلة في محاولة دفع الأطراف السورية نحو التفاهم والتوافق.
الاتحاد الأوروبي يشهد زخمًا متصاعدًا تجاه الاعتراف بدولة فلسطين
ومن ناحية أخرى، قال عمرو المنيري، مراسل "القاهرة الإخبارية" من العاصمة البلجيكية بروكسل، إن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكد من أمام الجانب المصري في معبر رفح أن الاتحاد الأوروبي قد لا ينتظر طويلًا للاعتراف الجماعي بدولة فلسطينية. وأوضح أن الاعتراف الأخير من جانب إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا، ثم بوادر فرنسية بالاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، يعكس تحولًا في المزاج الأوروبي حيال القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا إلا بإجماع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، إلا أن تباين المواقف بين الدول المؤيدة مثل إسبانيا وبلجيكا، والدول الرافضة مثل ألمانيا وإيطاليا، لا يمنع من تنامي زخم غير مسبوق داخل المؤسسات الأوروبية، في ظل مجازر متواصلة في قطاع غزة وضغوط شعبية تطالب بوقف الإبادة ودعم حل الدولتين.
وأكد المنيري أن الوضع في غزة وحجم الكارثة الإنسانية باتا عاملًا ضاغطًا على صناع القرار الأوروبيين، مشيرًا إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يؤثر بشكل مباشر على الأمن الأوروبي، من خلال أزمات الهجرة غير الشرعية وتزايد التوترات المجتمعية. وتوقع أن تشهد الشهور المقبلة اعترافات متتالية من دول أوروبية بدولة فلسطين، رغم المعارضة الأميركية المحتملة، في ظل تغير ملحوظ في الرؤية الأوروبية للصراع.