خبير فلسطيني: الأوضاع في غزة تزداد خطورة وسط استمرار الجرائم الإسرائيلية

أوضح الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات "أكثر خطورة"، مشيرًا إلى أن المأساة تتفاقم في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياسات "الإبادة والتجويع والقتل"، وسط تنديدات دولية تفتقر لأي تأثير فعلي على الأرض.
المدنيون باتوا يبحثون عن الغذاء في ظروف مأساوية
وأشار صافي في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن المدنيين باتوا يبحثون عن الغذاء في ظروف مأساوية، بينما تتواصل الجرائم الإسرائيلية دون رادع، رغم المواقف المعلنة من دول ومؤسسات أممية تدعم قيام دولة فلسطينية،مضيفا أن تلك المواقف "لم تشكل أي ضغط حقيقي لإيقاف الجرائم"، بل تستمر إسرائيل في عنفها بالتوازي مع دعم أمريكي مباشر.
ونوه صافي إلى أن فشل جولات التفاوض الأخيرة يعود في جوهره إلى ما وصفه بـ"الانحياز الأمريكي الكامل"، ممثلًا بوسيطها ستيف ويتكوف، الذي يتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، مما يعوق الوصول إلى تهدئة أو هدنة حقيقية، رغم تجاوب الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.
رغبة نتنياهو في إفشال الجهود السلمية
وبخصوص الجولة القادمة من المفاوضات المقررة الأسبوع المقبل، أكد صافي أن الانسحاب المفاجئ للوفدين الإسرائيلي والأمريكي من الدوحة يعكس رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إفشال الجهود السلمية، لافتًا إلى أنه يجيد إطالة أمد المفاوضات مثل الحرب، بهدف كسب الوقت وتحقيق مصالحه السياسية الشخصية.
وأوضح أن هناك خلافات عميقة داخل القيادة الإسرائيلية، لا سيما بعد تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي التي قال فيها إن "جميع الأهداف العسكرية في غزة تم ضربها"، وإنه لم يعد هناك هدف واضح ضد حماس.
الوضع الداخلي في إسرائيل
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل، أشار صافي إلى أن الانقسامات آخذة في التعمق داخل الأجهزة السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى الشارع الإسرائيلي نفسه، خاصة بعد فشل العملية العسكرية الأخيرة المسماة "عربات كدعون"، والتي لم تُحرر أي أسير ولم تحقق أهدافها، بل تكبد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة.
واختتم الدكتور صافي حديثه بالإشارة إلى أن نتنياهو يخطط لتغيير استراتيجيته بالاعتماد على الاستخبارات الأمنية بدلًا من الجيش، الذي أُنهك بالكامل، لكنه يصر على المضي في الحرب رغم الكلفة الباهظة، رغبةً في الحفاظ على مستقبله السياسي.
ونوّه إلى أن التعنت الإسرائيلي لا يقتصر على غزة فقط، بل يمتد ليشمل الضفة الغربية أيضًا، داعيًا إلى تكثيف الجهود من أجل الوصول إلى تهدئة شاملة تُنهي العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر.