تحذير من أضرار الحر.. استشاري قلب يكشف الفئات الأكثر عرضة والمضاعفات الخطيرة

حذر الدكتور علاء الغمراوي، استشاري أمراض القلب، من التأثيرات الصحية الخطيرة لارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة العالية، مؤكدًا أن هذه العوامل تشكل عبئًا كبيرًا على عضلة القلب، وقد تؤدي إلى مضاعفات قد تهدد حياة بعض الفئات، خاصة كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية أجراها الغمراوي في برنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع على القناة الأولى المصرية، حيث كشف علاء الغمراوي عن الأسباب الفسيولوجية لتأثر القلب بالحر، وقدم عددًا من النصائح للوقاية خلال فترات الطقس الحار.

كيف تؤثر درجات الحرارة على القلب؟

وأوضح علاء الغمراوي أن الجسم في الظروف الطبيعية يحافظ على درجة حرارة داخلية ثابتة تبلغ نحو 37 درجة مئوية، وعندما ترتفع درجة حرارة الجو، يبدأ الجسم في التكيف من خلال عدد من الآليات، أبرزها تمدد الأوعية الدموية وزيادة ضربات القلب.

وأكد علاء الغمراوي أن هذا التفاعل الطبيعي يتسبب في ضخ كميات كبيرة من الدم تجاه الجلد للمساعدة في خفض حرارة الجسم، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم وزيادة الشعور بالإجهاد.

الرطوبة والحرارة

وأضاف علاء الغمراوي أن ارتفاع الرطوبة يعزز من حدة التأثير السلبي للحرارة على الجسم، مشيرًا إلى أن الجسم في هذه الحالة يجد صعوبة في تبخر العرق وتبريد نفسه، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الضغط على عضلة القلب وزيادة معدل ضرباته.

كما لفت علاء الغمراوي إلى أن هذا الإجهاد الحراري لا يقتصر على الشعور بالتعب فقط، بل قد يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل الدوخة أو فقدان الوعي أو حتى الإصابة بضربة شمس في حالات متقدمة.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

وشدد علاء الغمراوي على أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة لمضاعفات موجات الحر، وفي مقدمتها: "كبار السن الذين يعانون من ضعف في وظائف القلب والأوعية الدموية، الأطفال، لعدم اكتمال آلية تنظيم حرارة الجسم لديهم، مرضى القلب والجهاز التنفسي، الأشخاص الذين يعانون من السمنة، من يتناولون أدوية تؤثر على توازن السوائل في الجسم."

وأكد علاء الغمراوي أن هذه الفئات تحتاج إلى عناية مضاعفة خلال الصيف، خاصة مع تكرار موجات الحر الشديدة التي يشهدها الطقس في السنوات الأخيرة.

نصائح للوقاية من مضاعفات الحر

واختتم الغمراوي مداخلته بتقديم مجموعة من النصائح الوقائية، منها: "تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، الإكثار من شرب المياه والسوائل لتجنب الجفاف، ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، عدم ممارسة الأنشطة البدنية العنيفة في الجو الحار، التوجه للطبيب فورًا في حال الشعور بدوخة، إعياء شديد، أو تسارع في ضربات القلب".

التوعية ضرورة في مواجهة 

يشكل هذا التحذير الطبي دعوة واضحة لضرورة رفع الوعي بمخاطر الطقس الحار، ليس فقط كإجراء وقائي فردي، بل ضمن سياسات صحية عامة تركز على حماية الفئات الهشة من مضاعفات صحية قد تكون مميتة، خاصة في ظل تغيرات مناخية تتسبب في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة حول العالم.