عاجل

نذر انفجار جديد في سوريا.. 3 قوى تتحرك لرسم خريطة النفوذ القادمة

السويداء
السويداء

يعزز الصراع الداخلي المتصاعد بين الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع من جهة، والمكونات العرقية والطائفية مثل الأكراد والدروز والعلويين من جهة أخرى، احتمالات انزلاق البلاد نحو سيناريو "اللبننة"، وسط تفكك تدريجي لوحدة الدولة.

غياب مؤسسات مركزية قوية

ويهدّد هذا التشرذم الطائفي والعرقي بتقسيم سوريا إلى كيانات متناحرة، على غرار ما شهدته لبنان خلال الحرب الأهلية، في ظل غياب مؤسسات مركزية قوية، واستمرار الفوضى الأمنية والانقسامات الحادة، ما يفتح الباب أمام تفكك فعلي للدولة إلى مناطق نفوذ طائفية وعرقية متصارعة.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصاعد هجمات تنظيم "داعش" في الشرق، مستغلًا الانفلات الأمني لتوسيع عملياته.

التدخلات الخارجية المتعددة تُسهم في تعزيز هذا السيناريو

ويرى محللون سياسيون أن التدخلات الخارجية المتعددة تُسهم في تعزيز هذا السيناريو، في ظل ضعف الجيش السوري، الذي لم يعد قادرًا على فرض سيادة الدولة على كافة أراضيها.

وتعكس خارطة الصراع في سوريا الجديدة استمرار التوتر في محافظة السويداء، حيث تشهد المنطقة مواجهات دموية بين الحكومة وفصائل تابعة للمرجع الدرزي حكمت الهجري، الذي يرفض الاعتراف بشرعية الحكومة، ولا يزال يطالب بحماية دولية، رغم اتفاق هش تم بوساطة أمريكية، وتشير هذه المواقف إلى تصاعد نزعة الانفصال، شبيهة بما حدث مع الميليشيات الطائفية في لبنان.

كما ساهمت خلافات داخلية وعمليات خطف متبادلة في إدخال عشائر بدوية على خط المواجهات، ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وسقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين.

وفي شمال شرق سوريا، يتمسّك الأكراد بمناطق نفوذهم في الرقة ودير الزور، عبر "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، رافضين الاندماج في الجيش السوري، رغم اتفاق مارس  2025، وسط دعم أمريكي مستمر يُعزز من استقلاليتهم، ويعيد للأذهان الدور الأمريكي في ترسيخ الانقسام اللبناني.

تصاعدت التوترات في مناطق العلويين

أما في اللاذقية، فقد تصاعدت التوترات في مناطق العلويين، حيث أُبلغ عن "مجازر طائفية" وعمليات تهجير لآلاف العائلات، ما يُعمّق الهوة الطائفية في البلاد، ويُعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية بين الطوائف.

ويشير محللون سياسيون إلى أن هذا الانقسام الطائفي المتزايد، وتدخل قوى أجنبية مثل الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، يعيد إلى الواجهة سيناريو الحرب اللبنانية، حين لعبت التدخلات الخارجية دورًا محوريًا في تمزيق البلاد.

ويؤكد المحللون أن غياب السيطرة المركزية، ورفض الأطراف المسلحة التخلي عن سلاحها، واستمرار النزاعات في السويداء واللاذقية، كلها مؤشرات على احتمالية تفكك سوريا إلى مناطق نفوذ طائفية. ويرون أن قدرة الحكومة على بسط سيادتها الكاملة، ونزع السلاح من الجماعات المسلحة، سيكون العامل الحاسم في تقرير ما إذا كانت البلاد ستنجو من "اللبننة" أو تنزلق إليها بالكامل.

تم نسخ الرابط