نموذج جامعي.. جهود جامعة حلوان في حماية البيئة والتحول الأخضر

في ضوء استراتيجية الدولة القومية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، وتنفيذًا للمبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، كثّف قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة حلوان جهوده البيئية من خلال تبني حزمة من المبادرات والمشروعات التي تستهدف رفع الوعي البيئي داخل الجامعة وخارجها، وتعزيز ثقافة التطوع والمسؤولية المجتمعية.
جهود جامعة حلوان في حماية البيئة
وتضمنت هذه الجهود حملات للتشجير، وإعادة تدوير المخلفات، وتنظيم الندوات التوعوية، إلى جانب مبادرات نوعية مثل: "ترشيد استهلاك الطاقة"، و"جامعة خالية من التدخين"، و"كافيتريات صديقة للبيئة"، وذلك تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، الدكتور وليد السروجي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتعاون مع وكلاء الكليات لشئون البيئة. وتأتي هذه الأنشطة في إطار التزام الجامعة بدورها في دعم التحول نحو جامعة خضراء مستدامة تواكب التحديات البيئية الراهنة.
وللسعي نحو تعزيز الاستدامة البيئية، أصدر قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة الكتيب الثالث بعنوان "التنمية المستدامة لتدوير المخلفات بجامعة حلوان"، والذي يأتي انسجامًا مع توجه الدولة في مواجهة التحديات البيئية المتصاعدة، وتأكيدًا على أهمية تبني ممارسات إعادة التدوير كجزء من السياسات البيئية الرامية إلى مقاومة التغيرات المناخية. يعكس الكتيب حرص الجامعة على المساهمة في خلق مستقبل بيئي أكثر استدامة من خلال التعاون المؤسسي والمجتمعي.
وضمن جهود ترسيخ مفاهيم الانتماء والمسؤولية البيئية، تم إطلاق مبادرة "أسبوع الخدمة العامة"، والتي تهدف إلى تعزيز روح المواطنة لدى الطلاب من خلال مشاركتهم في أعمال تطوير وتجميل الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به. كما تركز المبادرة على تنمية روح العمل الجماعي، وتكسب الطلاب مهارات تطبيقية متنوعة، إلى جانب رفع وعيهم البيئي وتعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه المرافق العامة.
وفي سياق المبادرات البيئية المبتكرة، أطلقت الجامعة مبادرة لإعادة تدوير الإطارات المطاطية المستعملة، إدراكًا لخطورة التخلص منها بالحرق وما تسببه من أضرار بيئية وصحية جسيمة. تم التعاون بين عدد من الإدارات بالجامعة، ومنها إدارة النقل وورش الجامعة والمخازن والحدائق، لإعادة استخدام الإطارات في أغراض جمالية ووظيفية، مثل تحويلها إلى أوعية زراعية أو مقاعد داخل الحرم الجامعي، مما يساهم في تحسين الشكل الجمالي وتقليل النفايات.
كما قامت الجامعة بتركيب صناديق لفصل النفايات بأنواعها المختلفة (ورق، بلاستيك، معادن) في أنحاء الحرم الجامعي، بهدف نشر ثقافة الفرز من المصدر وزيادة الوعي البيئي بين الطلاب والعاملين، وتشجيعهم على تبني سلوكيات بيئية إيجابية.
كما حرصت الجامعة على الاحتفال بالأيام البيئية العالمية والمحلية، مثل يوم البيئة الوطني، اليوم العالمي للمياه، يوم الحفاظ على طبقة الأوزون، واليوم العالمي للتربة، وذلك من خلال تنظيم فعاليات توعوية وورش عمل تناقش قضايا البيئة والتغير المناخي، وأهمية التشجير وتقليل البصمة الكربونية. كما تم توجيه الكليات للمشاركة الفعالة في هذه الفعاليات ونشر أعمال الطلاب على المنصات الرسمية لتعزيز الوعي البيئي داخل الجامعة وخارجها.
وشاركت أيضًا في مشروع بيئي توعوي حول تلوث نهر النيل ضمن فعاليات المهرجان الكشفي والإرشادي، بهدف تثقيف الطلاب حول مخاطر الممارسات الضارة مثل إلقاء المخلفات في النهر، وأهمية الحفاظ عليه كمصدر للحياة، إلى جانب تعزيز قيم التضامن والمسؤولية البيئية والصحية.
وفي سياق تحسين البيئة المحيطة وزيادة الرقعة الخضراء، أطلقت الجامعة عددًا من القوافل الزراعية بالتعاون مع جهات محلية مثل إدارة التشجير بحي حلوان والهيئة العامة للنظافة، شملت حملات لتشجير مناطق مختلفة من حي حلوان مثل عرب راشد وعرب غنيم. كما نظمت كلية التمريض قوافل بيئية توعوية لطلاب المدارس المجاورة، تحت شعار "اتحضر للأخضر وكن صديقًا للبيئة"، إلى جانب ندوات عن الاستدامة والتحول الأخضر.
كما شهد الحرم الجامعي تنفيذ عدة مبادرات للتشجير، بتنسيق بين الكليات المختلفة وإدارة الحدائق، فضلًا عن إقامة مهرجانات بيئية تهدف لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول البيئة، وتشجيع الطلاب على إعادة التدوير، من خلال عرض أعمال يدوية صديقة للبيئة من تنفيذهم، كجزء من دمج العمل البيئي بالتعليم والتطبيق العملي.
وتم تنظيم "اليوم البيئي بجامعة حلوان" تحت شعار "شتلة صغيرة – استدامة طويلة"، بالتعاون مع نوادي ليونز الدولية، وشهد اليوم زراعة أكثر من 500 شجرة داخل الحرم، بالإضافة إلى مبادرة "الوعي حياة" بكلية الآداب التي أسفرت عن زراعة 125 شجرة ونباتات زينة، بمشاركة هيئة النظافة وعدة جهات داعمة.
كما حرصت الجامعة على تنظيم ندوات وورش عمل بكافة الكليات، لتعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب والعاملين والمجتمع المحيط، وترسيخ ثقافة الاستدامة والعمل المناخي، في إطار دعم التوجه الوطني نحو مدن ومجتمعات مستدامة.
وتواصل جامعة حلوان دورها الفاعل في نشر الوعي البيئي وتعزيز مفاهيم الاستدامة من خلال تنظيم عدد كبير من الدورات التدريبية والندوات التوعوية التي تناولت قضايا بيئية متعددة. من أبرزها: تدريب المدربين على برنامجي "التغيرات المناخية" و"دوي" بكلية الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التضامن، وورش عمل حول تمكين المرأة في مواجهة التغيرات المناخية، وترشيد الطاقة، وقياس البصمة الكربونية، وحقوق المرأة والطفل في ظل التحديات البيئية.
كما أطلقت كلية التربية الرياضية بنات مبادرة "أخضر" التي شملت معسكرًا بيئيًا للأطفال يجمع بين الأنشطة الرياضية والتوعوية. وتنوعت الموضوعات المطروحة في الندوات لتشمل قضايا مثل الاحتباس الحراري، ترشيد الطاقة، إدارة المخلفات، إعادة التدوير، الاستدامة النفسية، وتأهيل الطلاب لسوق العمل البيئي. وتم تقديم ورش عملية حول تدوير الورق، الكرتون، الأخشاب، الملابس، وتطوير المقاعد الخشبية بالكليات من خلال إعادة الاستخدام.
واهتمت الجامعة أيضًا بـدمج ذوي الهمم في الفعاليات البيئية، من خلال ورش تدريبية وكرنفالات بيئية تفاعلية تستخدم أدوات وآليات تراعي احتياجاتهم، بما يعزز الوعي البيئي لديهم ويضمن مشاركتهم الفعالة.
وفي جانب الابتكار، تميز طلاب جامعة حلوان بتنفيذ 28 مشروعًا بيئيًا مبتكرًا ضمن برنامج "مشروعي بدايتي"، تضمنت حلولًا عملية مثل: إنتاج الفحم العضوي من المخلفات، جهاز ذكي لجمع القمامة، ماكينة لتصنيع إطارات السيارات الكهربائية من الألومنيوم، وتوليد الكهرباء باستخدام خلايا وقود هيدروجينية محلية الصنع تعتمد على المياه المحلاة.
وقد تُوّجت هذه الجهود بنجاحات طلابية بارزة، منها فوز فريق "ريهايدرو" بكلية هندسة المطرية في مسابقة قادة المناخ، وفوز طالبات كلية الفنون التطبيقية بالمركز الأول في مسابقة "Sustain the Future" للابتكار البيئي.
ويأتي كل ذلك في إطار التزام الجامعة برسالتها المجتمعية، حيث تحرص على تنظيم فعاليات بيئية مستمرة، تشمل حملات تنظيف، زراعة الأشجار، والتوعية بمخاطر التلوث، إلى جانب الاحتفال بالأيام البيئية العالمية مثل يوم الأرض واليوم العالمي للبيئة، وذلك من أجل نشر ثقافة الاستدامة وتحقيق مجتمع بيئي آمن ومستدام.