الصغير يدفع الثمن.. اهتمام الوالدين بالسوشيال ميديا يؤثر على شخصية الأطفال

عرض برنامج "صباح جديد" المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا تلفزيونيًا مؤثرًا بعنوان: "الطفل يدفع الثمن.. اهتمام الوالدين بالسوشيال ميديا يؤثر على شخصية الأطفال"، سلط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأطفال نتيجة انشغال آبائهم بعالم التواصل الرقمي.
بدأت كوسائل للتواصل
وأوضح التقرير أن الهواتف الذكية، التي بدأت كوسائل للتواصل، تحولت إلى "حاجز صامت" يفصل الأمهات عن أطفالهن، حتى وهم يجلسون وجهًا لوجه وفي كثير من الأحيان، يظل الطفل منتظرًا تفاعلًا بسيطًا، كابتسامة أو كلمة، في ظل غياب الأم ذهنيًا وانغماسها في عالم افتراضي تشعله الإشعارات وتغذّيه الخوارزميات المصمّمة لسرقة الانتباه.
وأشار التقرير إلى دراسات حديثة كشفت أن بعض الأمهات يستمررن في التفكير في محتوى السوشيال ميديا حتى بعد إغلاق هواتفهن، ما يؤدي إلى "غياب ذهني" عن أطفالهن، رغم تواجدهن الجسدي. هذا الغياب له تأثيرات واضحة على نمو الأطفال، الذين يحتاجون إلى تواصل حقيقي ومباشر، مليء بالمشاعر والتفاعل.
تعزيز النمو اللغوي والاجتماعي للأطفال
وشدد الخبراء المشاركون في التقرير على أهمية الحضور الذهني للوالدين في تعزيز النمو اللغوي والاجتماعي للأطفال، وتقوية الروابط العاطفية، كما يساهم في رفع قدرتهم على التركيز وتنظيم مشاعرهم. وأكدوا أن تخصيص 15 دقيقة يوميًا من الانتباه الكامل للطفل يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا، مشيرين إلى أن الجودة تفوق الكمية في العلاقة بين الأهل وأطفالهم.
واختتم التقرير بتوصية للأهالي بتقليل الوقت الذي يقضونه على منصات التواصل الاجتماعي، والانتباه لتأثيراتها النفسية والسلوكية، لأن الأطفال لا يتأثرون فقط بما يُقال لهم، بل بما يرونه ويلاحظونه في سلوك ذويهم. فكما جاء في التقرير: "أعين أطفالنا تتعلم قبل آذانهم، وأعظم ما نقدمه لهم ليس الطعام أو اللعب، بل نظرة حانية وذهن حاضر وقلب منشغل بهم وحدهم.
في وقت سابق، حذّر الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، من التوسع غير المنضبط في نشر الخصوصيات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ذلك لا ينسجم مع تعاليم الإسلام ولا مع مقتضيات الحكمة والعقل السليم.
وقال نبوي، خلال مشاركته في برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الخميس: "النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، لكننا نرى اليوم سلوكًا مناقضًا تمامًا، حيث أصبحت الخصوصية مستباحة، والناس يدعون الغرباء إلى التدخل في تفاصيل لا تخص إلا صاحبها وأسرته فقط".
وأوضح أن ما يُسمى بطلب الدعاء أو المشورة أحيانًا يتحوّل إلى نشر لمشكلات شخصية أمام الملأ، مضيفًا: "الناس باتوا يُعرّون بيوتهم أمام العالم، ثم يتعجبون من التدخلات والتعليقات، وهذا ليس من الحكمة ولا من الدين في شيء".
وأشار إلى أن التفاعل على مواقع التواصل، سواء أكان عبر مشاركة أو إعجاب أو حتى متابعة صامتة، يُقيَّم شرعًا بحسب مضمونه، مضيفًا: "إن كان في الخير والفائدة، فلك أجر، وإن كان في الباطل أو انتهاك للخصوصيات، فعليك وزر تحاسب عليه".