هل يجوز للمرأة الحامل الصلاة جالسة؟.. أمين الفتوى يجيب

أوضح الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحامل التي تصلي وهي جالسة بسبب مشقة القيام أو وجود ضرر مؤكد على صحتها أو على الجنين، لا إثم عليها وصلاتها صحيحة بإذن الله، طالما تعذّر عليها القيام التام في الصلاة.
صلاة المرأة الحامل وهي جالسة
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، ردًا على سؤال لسيدة قالت إنها حامل في توأم بعد صبر طويل، وتبدأ الركعة الأولى من الصلاة وهي واقفة ثم تُكمل باقي الركعات جالسة، بسبب ثقل الحمل وعدم قدرتها على الوقوف لفترة طويلة، إن القيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة لا يُسقطه إلا العجز، فإذا ثبت أن الوقوف يُسبب لها ضررًا، أو نصحها الطبيب بعدم الوقوف الطويل، فلها أن تصلي جالسة ولا حرج عليها، لأن "المشقة تجلب التيسير".
وأضاف أن الخوف وحده لا يُعد مبررًا للجلوس في الصلاة، لكن إن اقترن هذا الخوف بمشقة حقيقية أو ضرر متوقع، جاز الأخذ بالرخصة.
وأكد على قاعدة فقهية مهمة: "الميسور لا يسقط بالمعسور"، بمعنى أن ما تستطيع أن تأتي به من أركان الصلاة يجب أن تؤديه، فإذا كانت قادرة على الركوع والسجود وجب عليها فعلهما، حتى وإن صلت جالسة، وإذا لم تستطع السجود مثلًا، سجدت وهي جالسة، وهكذا.
رحمة الشريعة الإسلامية
وأكد أن الشريعة الإسلامية رحيمة وتراعي أحوال الناس، وأن المحافظة على الصلاة ولو جلوسًا خير من تركها، سائلاً الله تعالى لها تمام الحمل والعافية وقبول الأعمال.
الشريعة الإسلامية جاءت رحمة للعالمين، كما قال الله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، مشيرًا إلى أن جميع أحكامها تراعي مصالح الإنسان في دينه ودنياه، وتوازن بين الروح والجسد، والحق والواجب.
وأوضح أن الشريعة قامت على رفع الحرج، وجلب المصالح، ودرء المفاسد، مشيرًا إلى أن التيسير هو أحد أعمدتها، لقوله تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
وتابع: “سواء في العبادات أو المعاملات، فإن روح الرحمة حاضرة، من التخفيف عن المريض في الصلاة، إلى جواز الفطر للمسافر والمريض في الصيام، إلى أحكام العدل والإحسان في القضاء والحدود”.
https://youtu.be/bLbCYaTIHQ0?si=0hg0_3mKMdSbxQAz