خبير اقتصادي يحذر من تداعيات أزمة تهدد العالم بسبب البحر الأحمر |فيديو|

حذر الدكتور باسم البواب، أستاذ الاقتصاد، من التداعيات الاقتصادية الخطيرة لاستمرار التوترات في البحر الأحمر، مؤكدًا أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، ينظر إلى الأزمة من زاوية المصالح التجارية.
وأوضح أن تعطل الملاحة في هذا الممر المائي الاستراتيجي يفاقم الأضرار الاقتصادية، ويؤثر على استقرار الأسواق العالمية.
التوترات في البحر الأحمر
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "المراقب"، الذي يُبث عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، شدد الدكتور باسم البواب على أن القوى الدولية تنظر إلى الهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر باعتبارها انتهاكًا خطيرًا لقواعد الملاحة الدولية.
وأشار إلى أن هذه التهديدات تدفع الدول الكبرى إلى البحث عن حلول حاسمة وسريعة، نظرًا للخسائر الضخمة التي تتكبدها التجارة العالمية، والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات نتيجة تأخير الشحن وارتفاع تكاليف النقل والتأمين.
وأضاف أن البحر الأحمر يُعد شريانًا رئيسيًا لحركة التجارة العالمية، حيث يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأي تعطيل في هذا الممر يؤدي إلى اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية.
تأثير القضية الفلسطينية
ورغم إدراك القوى الدولية لخطورة الموقف، أكد الدكتور باسم البواب أن إنهاء الأزمة ليس بالأمر السهل، نظرًا لتعقيدات المشهد الإقليمي ووجود قوى مقاومة في المنطقة. كما لفت إلى أن التوترات في البحر الأحمر لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن استمرار غياب الحقوق العادلة للفلسطينيين من شأنه تأجيج الصراعات في الممرات البحرية والمناطق الاستراتيجية.
وأوضح أن العديد من الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بـ "غياب الحلول السياسية العادلة"، وهو ما يعزز التوترات الأمنية ويدفع بعض الأطراف إلى استخدام التصعيد العسكري كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية.
المفاوضات والتسويات
وفيما يتعلق بالحلول المحتملة، رأى الدكتور باسم البواب أن المفاوضات والتسويات السياسية تظل الخيار الأمثل لإنهاء التوترات، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع.
كما شدد على ضرورة دعم حل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، محذرًا من أن استمرار تجاهل هذه القضية سيؤدي إلى تصاعد الأزمات الأمنية والاقتصادية على الصعيد العالمي.
السياسة الخارجية الأمريكية
وفي ختام حديثه، تطرق الدكتور باسم البواب إلى السياسة الخارجية الأمريكية، موضحًا أنها تختلف من رئيس لآخر، حيث تتعامل الإدارة الأمريكية الحالية مع الأزمات العالمية بمنطق الهيمنة والسيطرة، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد الحروب والتوترات الأمنية في مناطق مختلفة من العالم.
وأشار إلى أن التصعيد العسكري ليس الحل الأمثل للأزمات الدولية، داعيًا الدول الكبرى إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الخارجية والتركيز على الحلول الدبلوماسية التي تحقق الاستقرار الاقتصادي والأمني على المدى الطويل.
أزمة البحر الأحمر
تظل التوترات في البحر الأحمر تحديًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، حيث تؤثر في التجارة وسلاسل الإمداد وأسواق الطاقة؛ وبينما تتجه القوى الدولية للبحث عن حلول، يبقى التساؤل مطروحًا: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في إنهاء الأزمة، أم أن التصعيد العسكري سيظل سيد الموقف؟ الإجابة تعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي على تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والاستقرار السياسي في المنطقة.