خبير عسكري يكشف مفاجأة بشأن الإفراج عن محتجز أمريكي لدي حماس (فيديو)

أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود، المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، أن إعلان حركة حماس عن موافقتها على تسليم المحتجز الإسرائيلي ذو الجنسية الأمريكية، عيدان ألكسندر، يمثل خطوة محسوبة بدقة في إطار تكتيك سياسي يستهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح محمود أن هذه الخطوة تأتي كإحدى نتائج المحادثات التي جرت بين حماس والولايات المتحدة بشكل مباشر منذ أواخر يناير الماضي، بعيدًا عن علم الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يعكس طبيعة التعقيد الذي يحيط بالمفاوضات الجارية بشأن الأزمة في قطاع غزة.
حماس والمناورة السياسية
وأشار اللواء محمود إلى أن حماس تتبع أسلوب المناورة السياسية المدعومة بعناصر نفسية، حيث تستهدف بهذه الخطوة إرباك المشهد السياسي داخل إسرائيل، خاصة في ظل الانقسامات المتزايدة حول إدارة نتنياهو للأزمة.
وأوضح أن الإفراج عن المحتجز الأمريكي يعد وسيلة ضغط إضافية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، لدفعه نحو القبول بمسار المفاوضات والدخول في المرحلة الثانية من الاتفاقات المطروحة.
وأضاف أن حماس تستخدم الورقة الأمريكية في هذه المفاوضات كوسيلة ضغط مباشرة على تل أبيب، إذ تسعى واشنطن إلى تحقيق تقدم في هذا الملف، بينما يحاول نتنياهو التمسك بموقفه الرافض للانتقال إلى المرحلة التالية، مفضلاً هدنة مؤقتة بدلاً من وقف شامل لإطلاق النار.
تحديات المرحلة الثانية
وأوضح اللواء محمود أن المرحلة الثانية من المفاوضات تتطلب التوصل إلى اتفاق يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، إلى جانب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بما في ذلك منطقة "محور فيلادلفيا". وهو ما يواجه برفض قاطع من قبل نتنياهو، الذي يحاول المساومة والبحث عن ضمانات بديلة قبل اتخاذ أي قرار في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن هذا التعنت الإسرائيلي يضع نتنياهو في موقف صعب، حيث يواجه ضغوطًا مكثفة من الداخل الإسرائيلي، سواء من الرأي العام أو من بعض الأطراف السياسية التي ترى في استمرار العمليات العسكرية استنزافًا غير محسوب، في ظل المطالبات الدولية بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة.

مصر وقطر والمفاوضات
وفي هذا السياق، أكد اللواء أسامة محمود أن الدور المصري والقطري يظل محورياً في هذه المفاوضات، حيث تُعد الدولتان الضامنين الرئيسيين لأي اتفاق قد يتم التوصل إليه، موضحًا أن القاهرة تعمل على تحقيق توازن بين متطلبات جميع الأطراف، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وأكد على أن حماس، على الرغم من موقفها التفاوضي المعقد، تظل الطرف الأكثر التزامًا بمسار الاتفاق الحالي، في حين يجد نتنياهو نفسه في مأزق سياسي داخلي قد يدفعه إلى تقديم تنازلات غير مرغوبة تحت وطأة الضغط الشعبي والدولي المتزايد