عاجل

خالد الجندي: العبادة في الإسلام.. رؤية شاملة تدعو للعمل وبناء المجتمع |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

قدّم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، رؤية متكاملة وشاملة لمفهوم العبادة في الإسلام، مؤكدًا أن العبادة لا تقتصر على أداء الصلوات أو الذكر فحسب، بل تمتد لتشمل كل عمل نافع يعود بالخير على الإنسان والمجتمع، ما دام القصد منه وجه الله.

العبادة ليست انعزالًا

أكد خالد الجندي، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة "الناس"، أن التفرغ للعبادة لا يعني مطلقًا الانسحاب من معترك الحياة أو التخلي عن مسؤوليات العمل والإنتاج، بل يعني إخلاص النية لله في كل فعل يصدر عن الإنسان، موضحًا: "العبادة لا تقتصر على الوقوف في المساجد، بل تمتد لتشمل الزراعة، الصناعة، العمل، الإنفاق على الأسرة، قضاء حوائج الناس، بناء الأوطان، وكف الأذى عن الآخرين".

وأضاف أن الكثيرين يقصرون العبادة على التسبيح والذكر فقط، في حين أن المفهوم الإسلامي للعبادة يشمل كل ما يُقرّب العبد من ربه على وجه القرب والثبوت، مشددًا على أن الالتزام الأخلاقي والاجتماعي من صميم العبادة.

حديث يوضح أثر النية والعمل

واستشهد خالد الجندي بحديث قدسي رواه الإمام الترمذي عن النبي ﷺ، يقول فيه الله تعالى: "يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى وأسدد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلًا ولم أسدد فقرك"، مؤكدًا أن التفرغ المقصود هنا ليس ترك الدنيا، بل استحضار النية في كل عمل، وتحويل النشاط اليومي إلى عبادة إذا ارتبط بالتقوى والإخلاص.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى جعل من أعمال الدنيا طريقًا للفوز بالآخرة، لافتًا إلى أن كل موقف يمر به الإنسان قد يكون سببًا لدخوله الجنة أو النار، بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية.

أعمال تقود إلى مصير عظيم

وسرد الجندي أحاديث النبي ﷺ التي تؤكد خطورة الاستهانة بالأفعال أو الأقوال، مشيرًا إلى قصة المرأة التي دخلت الجنة لأنها سقت كلبًا، والأخرى التي دخلت النار لأنها حبست هرة، وكذلك الحديث الشريف: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم".

وحذّر خالد الجندي من خطورة الكلمة، موضحًا أن الإنسان مسؤول عن كل ما يصدر عنه، مهما بدا بسيطًا، وقد يكون سببًا في نجاته أو هلاكه.

الشيخ رمضان عبد المعز 
الشيخ رمضان عبد المعز 

دعوة لتحمل الأمانة 

اختتم خالد الجندي، حديثه بدعوة إلى إدراك حجم المسؤولية التي يتحملها كل فرد في حياته اليومية، بدءًا من بيته وأسرته، مرورًا بجيرانه وأصدقائه، وصولًا إلى عمله ومجتمعه، مؤكدًا أن كل لحظة في الحياة قد تكون فرصة لعمل صالح يُثقل ميزان الحسنات.

وشدد خالد الجندي على أن العبادة الحقيقية ليست طقوسًا معزولة عن الواقع، بل سلوك يومي متجدد يعكس القيم الإسلامية في التعامل مع الآخرين، داعيًا إلى اغتنام كل لحظة لتكون بابًا إلى الجنة.

تم نسخ الرابط