خبير نظم انتخابية يكشف أهمية مجلس الشيوخ ودوره في دعم السياسات العامة| فيديو

أكد الدكتور عبد الناصر قنديل، خبير النظم الانتخابية، أن مجلس الشيوخ يمثل ركيزة مهمة في منظومة العمل النيابي، ويؤدي دورًا فنيًا واستشاريًا بالغ الأهمية في دعم صناعة القرار، رغم كونه لا يملك اختصاصًا تشريعيًا ملزمًا، جاء ذلك خلال لقائه في برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة الأولى، حيث استعرض قنديل بالتفصيل أهمية مجلس الشيوخ، وهيكله، وفلسفة تشكيله.

تجديد الثقة الشعبية

أوضح عبد الناصر قنديل أن مصر تشهد حاليًا العملية الانتخابية التاسعة والعاشرة في أقل من عشر سنوات، ما يعني وجود آلية مستمرة لتجديد الثقة الشعبية ومتابعة نبض الشارع، قائًلا: “هذا التكرار السريع للانتخابات يعكس درجة عالية من الشفافية السياسية، ويُتيح للدولة قياس مدى رضا المواطنين عن السياسات العامة باستمرار”، مشيرًا إلى أن المعدل العالمي للانتخابات غالبًا ما يكون كل عامين، في حين أن مصر تُجريها بمعدل سنوي تقريبًا، ما يعكس حيوية النظام السياسي.

الغرفة الثانية للخبرة لا التشريع

أشار عبد الناصر قنديل إلى أن مجلس الشيوخ ليس غرفة تشريعية ثانية كما يعتقد البعض، بل هو غرفة نيابية استشارية تقدم الرأي الفني والفكري المتخصص في القضايا الكبرى بناءً على طلب من مجلس النواب أو رئيس الجمهورية.

وشدد عبد الناصر قنديل على أن دور الشيوخ هو تقديم المشورة غير الملزمة، لكنها تؤخذ على محمل الجد، مستشهدًا بعدد من التشريعات التي تم سحبها وإعادة صياغتها بناءً على تحفظات مجلس الشيوخ خلال الفصل التشريعي المنتهي، مما يدل على أهمية رأيه وتأثيره في الواقع السياسي.

فلسفة التعيين والانتخاب

تحدث عبد الناصر قنديل عن تكوين المجلس قائلاً إن عدد أعضائه يبلغ 300 عضو، يتم اختيار ثلثهم بالتعيين من قبل رئيس الجمهورية، بينما يُنتخب الثلثان الباقيان (200 عضو) من قبل الشعب، موضحًا أن فلسفة التعيين تهدف إلى سد الفجوات التخصصية التي قد لا توفرها الانتخابات الشعبية.

ضرب عبد الناصر قنديل مثالًا بـ"ملف محطة الضبعة النووية"، مشيرًا إلى أنه في حالة مناقشة هذا الملف، قد لا يكون هناك متخصصون في الطاقة النووية داخل المجلس إذا اقتصر تشكيله على الانتخاب فقط، نظرًا لصعوبة خوض هؤلاء العلماء لغمار الانتخابات، ومن هنا تأتي أهمية التعيين لضمان وجود الخبراء عند الحاجة لرأي متخصص.

توازن بين التمثيل والكفاءة

أوضح عبد الناصر قنديل أن الثلث المعيّن يعكس احتياجًا فنيًا حقيقيًا لمساندة السلطة التنفيذية في الملفات المعقدة، بينما تمثل نسبة الـ5% المعينة في مجلس النواب حدًا أدنى يراعي التوازن بين السلطات ويمنع هيمنة السلطة التنفيذية على التشريع.

وأشار عبد الناصر قنديل إلى أن الـ200 عضو المنتخبين في الشيوخ يتم اختيارهم عبر نظامي اقتراع مزدوج يجمع بين القوائم والفردي، وهي فلسفة متعمدة لضمان تمثيل مختلف الفئات والتيارات السياسية والاجتماعية، دون الإخلال بالتخصص المطلوب في أداء المجلس.

صمام أمان للقرار السياسي

في ختام حديثه، شدد عبد الناصر قنديل على أن مجلس الشيوخ ليس ترفًا سياسيًا، بل هو ضرورة وطنية لضمان جودة التشريعات ودقة التوجهات العامة، مؤكدًا أن قرارات الدولة تصبح أكثر نضجًا عندما تستند إلى رؤى علمية وفنية موثوقة، وهو ما يقدمه هذا المجلس بصيغته الحالية التي تجمع بين التمثيل الشعبي والخبرة التخصصية.