باحث سياسي: غزة تختنق بالموت جوعًا والعالم يكتفي بالمشاهدة

حذر الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع يواجه مجاعة شاملة أودت بحياة العشرات، وسط صمت دولي مخزٍ.
وقال عماد عمر، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا لايف"، إن 25 فلسطينيًا على الأقل قضوا خلال أقل من أسبوع بسبب سوء التغذية، مشيرًا إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، في ظل الانتشار المتسارع للأمراض الناتجة عن الجوع وانعدام الرعاية الطبية، مضيفًا: "نحن أمام مجاعة حقيقية.. الشهيد جائع، ومن يسعفه جائع، ومن ينقله جائع، وحتى من يوثّق الحدث صحفيًا يعاني من الجوع نفسه".
حرمان ممنهج من المساعدات
وأشار عماد عمر إلى أن إسرائيل تواصل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات للشهر الخامس على التوالي، ما فاقم الكارثة الصحية والإنسانية.
وأوضح عماد عمر أن المعاناة لا تقتصر على فقدان الغذاء فقط، بل تشمل أيضًا انهيار النظام الصحي وانتشار الأمراض الفتاكة، التي تهدد الأطفال والمرضى وكبار السن بشكل خاص، قائًلا: "حتى مراكز توزيع المساعدات أصبحت نقاط موت جماعي.. من لم يمت بالقصف يموت جوعًا، ومن لم يمت جوعًا يُستهدف أثناء محاولته الحصول على كيس طحين".
صمت دولي مريب
استنكر عماد عمر تقاعس المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن إعلان غزة "منطقة منكوبة تعاني المجاعة"، مؤكدًا أن مجرد وقوع هذا العدد من الوفيات بسبب الجوع كان كفيلًا بتحريك العالم لو كان الحدث في أي دولة أخرى.
وأضاف عماد عمر: "ما يحدث في غزة يُبث على شاشات العالم يوميًا، ومع ذلك لم تتحرك الدول التي تتغنّى بالإنسانية والديمقراطية. لقد سقطت كل الشعارات أمام دماء الأطفال وصيحات الأمهات الجائعات".
استخدام التجويع كسلاح
اتهم الدكتور عماد عمر إسرائيل بارتكاب جريمة مكتملة الأركان عبر استخدام التجويع كسلاح للضغط على الفلسطينيين، واصفًا ذلك بأنه أحد أبشع أشكال العقاب الجماعي.
وأشار عماد عمر إلى أن الهدف الحقيقي هو تفريغ قطاع غزة ديموغرافيًا، ودفع السكان للرحيل عبر خلق واقع غير قابل للحياة، قائلًا: "هذه ليست حربًا فقط، بل سياسة تهجير ممنهجة تنفذها إسرائيل على مرأى ومسمع العالم".
المفاوض الفلسطيني والمجتمع الدولي
وشدد عماد عمر على ضرورة أن يضع المفاوض الفلسطيني مصلحة الشعب أولًا، والعمل بكل الطرق الممكنة من أجل وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل.
كما دعا عماد عمر إلى موقف دولي حازم لوقف المجازر والانتهاكات، مؤكدًا أن استمرار هذا الصمت هو مشاركة ضمنية في الجريمة.
الولايات المتحدة شريكة
انتقد عماد عمر بشدة الموقف الأمريكي، مؤكدًا أن واشنطن تقف حائط صد خلف إسرائيل، وتمنحها التغطية السياسية والدعم العسكري لارتكاب المجازر يوميًا.
وقال: "ازدواجية المعايير واضحة.. في غزة يُقتل الإنسان ببطء وبشكل جماعي، بينما العالم يتشدق بحقوق الإنسان ولا يفعل شيئًا".
وأضاف: "لقمة العيش في غزة مغمسة بالدم.. من يذهب للحصول على كيس طحين يعود إما شهيدًا أو جريحًا.. هذه ليست مبالغة، بل واقع يعيشه الفلسطيني يوميًا".

المطلوب تحرك فوري
في ختام مداخلته، وجّه الدكتور عماد عمر نداءً أخيرًا، قال فيه: "إذا كان العالم ما زال يمتلك بقايا ضمير، فعليه أن يتحرك الآن، لا غدًا غزة تموت، ولا وقت للشجب أو التحليل. كل دقيقة تأخير هي أرواح تُزهق".