علي أبو جريشة: مفهوم "ابن النادي" لم يعد قائمًا في عصر الاحتراف الكامل

قال الكابتن علي أبو جريشة، نجم الكرة المصرية وأحد رموز نادي الإسماعيلي، إن مفهوم "ابن النادي" لم يعد كما كان في السابق، مشيرًا إلى أن منظومة كرة القدم في مصر أصبحت خاضعة بشكل كامل لنظام الاحتراف.
وأوضح علي أبو جريشة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "ستوديو إكسترا" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن العلاقة بين اللاعب والنادي لم تعد تحكمها مشاعر الانتماء فقط، بل باتت محكومة بعقود رسمية تنظم حقوق وواجبات الطرفين، مضيفًا أن زمن الاعتماد على ولاء اللاعب فقط قد ولى، وأن الاحتراف هو الفيصل في بقاء اللاعب داخل النادي من عدمه.
"ابن النادي" في الماضي والحاضر
وأشار علي أبو جريشة إلى أن "فكرة اللاعب ابن النادي" كانت سائدة في الفترات السابقة، حين كان اللاعبون يبقون في أنديتهم بدافع الولاء والانتماء دون النظر إلى العروض الخارجية أو القيمة المالية، أما في العصر الحالي، فقد أصبحت العقود هي التي تحدد مصير اللاعب، ولا يوجد فرق بين لاعب نشأ في النادي وآخر انضم إليه من نادٍ آخر، طالما أن الجميع ملتزم بشروط العقد.
وشدد علي أبو جريشة على ضرورة احترام هذه العلاقة التعاقدية، مؤكدًا أن الاحتراف يتطلب الالتزام من جميع الأطراف، سواء اللاعب أو النادي، بعيدًا عن العواطف.
الأداء هو المعيار الوحيد
وتحدث علي أبو جريشة عن ظاهرة المدربين الأجانب الذين يقودون حاليًا أكبر الأندية في الدوري المصري، مشيرًا إلى أنهم لا يلتفتون كثيرًا إلى خلفية اللاعب أو نشأته داخل النادي، بل يعتمدون على المعايير الفنية البحتة في اختيار التشكيلة الأساسية.
وقال: "المدرب الأجنبي ينظر إلى اللاعب من زاوية الأداء في الملعب، ومدى الالتزام بالتعليمات والخطة، وليس من المهم بالنسبة له إذا كان اللاعب من أبناء النادي أو قادمًا من خارجه".

الواقع الكروي الحالي
وأكد علي أبو جريشة أن بعض جماهير الأندية ما زالت تفرّق بين "ابن النادي" وغيره، وتفضل دائمًا اللاعبين الذين ترعرعوا داخل صفوف الفريق، نظرًا لعلاقتهم التاريخية بالنادي وروح الانتماء التي يمثلونها، إلا أن الواقع الكروي الحالي بات مختلفًا كليًا، وأصبح يحكمه منطق الكفاءة الفنية والاحتراف.
وأضاف علي أبو جريشة: "في النهاية، الأداء داخل المستطيل الأخضر هو الفارق، والالتزام والانضباط هما مفتاح النجاح، سواء أكان اللاعب ناشئًا في النادي أو جاء من نادٍ منافس".