الهدنة لا تعني نهاية الصراع.. كيف ترى إسرائيل في إيران تهديدًا وجوديًا؟

في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، عادت تهديدات تل أبيب إلى الواجهة، مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، حول احتمال توجيه ضربة جديدة إلى إيران، وتحدث الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، للوقوف على دلالات هذه التصريحات وانعكاساتها على المشهد الإقليمي.
إيران والاحتلال الإسرائيلي
وقال عبد الحفيظ في مستهل حديثه للقاهرة الإخبارية:"نحن أمام مشهد بالغ التعقيد، فجميع الأطراف تقف على حافة صراع محتمل، في ظل استمرار الغموض حول البرنامج النووي الإيراني"، موضحا أن طهران لا تزال متمسكة بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، وتسعى لإعادة بناء قدراتها العسكرية، وتوسيع علاقاتها مع الصين وروسيا، بما يشمل الدعم العسكري والمعلوماتي، وهو ما أثار قلقاً متزايداً في كل من واشنطن وتل أبيب.
إسرائيل تنظر إلى إيران كخطر وجودي
وأشار عبد الحفيظ إلى أن إسرائيل تنظر إلى إيران كخطر وجودي وتهديد مباشر لأمنها القومي، لافتاً إلى أن هناك توجهًا عامًا داخل القيادة الإسرائيلية لإضعاف القدرات الإيرانية، سواء النووية أو الصاروخية، وحتى التفكير في تغيير النظام الإيراني إن أمكن.
وفي هذا السياق، قال إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف داخل سوريا تأتي في إطار التمهيد لصراع أوسع، مشيراً إلى أن "ما يجري الآن في الساحة السورية ليس منفصلاً عن استعدادات إسرائيل لجولة جديدة من المواجهة مع إيران".
كما لفت إلى أن الحديث الإسرائيلي عن إنشاء ممر أمني يمتد من الحدود الإسرائيلية حتى العراق يعكس طبيعة الاستعدادات الإسرائيلية لمسرح عمليات جديد، واختتم عبد الحفيظ حديثه بالقول:"المنطقة كلها، من طهران إلى تل أبيب، مرورًا بدمشق وبغداد، تقف الآن على حافة الهاوية.
الاحتلال في حالة تخبط
ومن جانبه، قال الدكتور نزال نزار، المحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك عدة أسباب تدفع المستوى السياسي في إسرائيل للتعجل في التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة ستين يوماً.

السبب الأول
وأوضح نزار في تصريح خاص لـ«نيوز رووم» أن السبب الأول يكمن في الحالة المتردية داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، وما يشهده من تململ واضح، خاصة بعد الخلافات العلنية بين رئيس الأركان أيال زمير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يعاني من ارتباك وعدم وضوح في الأهداف السياسية داخل قطاع غزة، ولا يعرف بدقة ما يريد المستوى السياسي تحقيقه من وجوده هناك، في ظل الضربات العنيفة والخسائر الكبيرة التي يتكبدها يومياً دون تحقيق مكاسب واضحة".
وأشار نزار إلى أن هذا الوضع يشكل عاملاً عسكرياً أساسياً يدفع نحو الهدنة، معتبراً أن "الجيش منهك ومتعب ويعاني خسائر فادحة".