سوريا تنفي وقوع إعدامات ميدانية في السويداء وسط تصاعد التوترات| فيديو

نفت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، صحة التقارير التي تحدثت عن وقوع إعدامات ميدانية في محافظة السويداء، وذلك في أعقاب انتشار واسع لمقاطع فيديو وصور تظهر مواجهات عنيفة بين مقاتلين تابعين للمجلس العسكري الموالي للشيخ الهجري، وعناصر من أبناء قبائل البدو في جنوب البلاد.
وأثارت هذه الصور صدمة واسعة لدى الرأي العام المحلي والدولي، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
مواجهات مسلحة الجنوب السوري
بحسب ما نقله مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، خليل هملو، في تصريحات ضمن تغطية مباشرة مع الإعلامي رعد عبد المجيد، فإن الاشتباكات بدأت قبل نحو أسبوع، وتوسعت رقعتها لتشمل مناطق متعددة في محافظة السويداء، حيث اندلعت المعارك إثر توترات متراكمة بين عناصر المجلس العسكري المحلي وقبائل البدو، في ظل غياب واضح للتهدئة أو تدخل أمني حاسم.
وأشار خليل هملو، إلى أن الاشتباكات ترافقت مع بث واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصور ومقاطع فيديو تُظهر ما يبدو أنها عمليات تصفية ميدانية لأسرى أو مدنيين، وسط جدل كبير حول هوية المنفذين وظروف الأحداث.
تكهنات حول منفذي الإعدامات
أوضح خليل هملو، أن من بين الصور المنتشرة واحدة تظهر أحد المسلحين وهو يُعدم شخصًا يبدو أنه كان أسيرًا، في مشهد يوحي بغياب القانون وتصاعد الفوضى في المنطقة. وأشار إلى أن تلك الصور التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية قد يكون بطلها عنصرًا من القوات الحكومية، لكن لم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي حول هويته أو خلفية الحدث.
وأكد هملو، أن هناك عشرات الصور الأخرى المماثلة، لم تُنشر بعد على الإنترنت، لكنها متداولة في الأوساط المحلية، ومحفوظة على أجهزة محمولة لمقاتلين من كلا الطرفين، ما يُنذر بإمكانية تسريب مواد جديدة قد تفضح ممارسات ميدانية خطيرة وتؤجج التوترات بشكل أكبر.
ضغط التشكيك والمحاسبة
يأتي هذا النفي الرسمي في وقت تتعرض فيه الحكومة السورية لانتقادات واسعة بشأن تعاملها مع الأوضاع الأمنية في الجنوب، خاصة في ظل تقارير حقوقية تتحدث عن تجاوزات وانتهاكات متكررة في مناطق خارجة عن السيطرة المباشرة للدولة.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة السورية سبق أن شكلت لجنة تحقيق بشأن أحداث مشابهة وقعت في الساحل السوري في مارس الماضي، إلا أن تقارير اللجنة وُوجهت بتهم بتضليل الرأي العام وتقديم روايات غير مكتملة، ما زاد من حالة الغموض وانعدام الثقة بين المواطنين والسلطات.
مرآة لصراعات مركّبة
تعكس المواجهات الأخيرة في السويداء طبيعة الصراع المعقد في سوريا، حيث تتداخل الانتماءات العشائرية والدينية مع الحسابات السياسية والعسكرية. وتُعد المحافظة ذات الغالبية الدرزية من المناطق التي شهدت توترًا مستمرًا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تنامي دور القوى المحلية وتشكيلها مجالس عسكرية موازية للسلطة الرسمية.
ويؤكد مراقبون أن المشهد في السويداء يتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف التصعيد، وضمان محاسبة أي طرف ارتكب جرائم خارج إطار القانون، إلى جانب فتح تحقيقات شفافة في جميع الحوادث المثيرة للجدل، منعًا لانفجار الوضع مجددًا في الجنوب السوري.

دعوات لرقابة دولية
من جهتها، دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة تدخل جهات أممية لمراقبة الوضع في السويداء، وضمان عدم تكرار عمليات الإعدام أو التصفية، مشددة على أن ما يجري في الجنوب السوري يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
وفي ظل هذا المشهد المتوتر، تبقى الأنظار معلقة على ما ستقدمه الحكومة السورية من خطوات حقيقية لمعالجة الأزمة، وإعادة فرض سيادة القانون في مناطق باتت تتحكم فيها حسابات السلاح والانتماءات القبلية أكثر من المؤسسات الرسمية.