عاجل

«مسيرة الطحين» تهز تل أبيب: احتجاجات إسرائيلية ضد حصار وتجويع غزة

مسيرة الطحين في تل
مسيرة الطحين في تل أبيب

في مشهد نادر وغير معتاد داخل قلب تل أبيب، خرج عشرات المتظاهرين الإسرائيليين حاملين أكياس دقيق وصورًا لأطفال من قطاع غزة، في تظاهرة صامتة لكنّها مدوّية رسائلها، تحت عنوان "مسيرة الطحين"، رفضًا لاستمرار الحرب على غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق.

وشكّلت المسيرة، التي جابت بعض شوارع العاصمة الإسرائيلية، مؤشرًا على تصدّع داخلي في الرأي العام الإسرائيلي، حيث عبّر المشاركون عن رفضهم لسياسة "التجويع" التي تتبعها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي يُتهم الجيش الإسرائيلي باستخدامها كسلاح لإخضاع سكان القطاع، عبر منع دخول المساعدات الغذائية، ومنع الإمدادات الأساسية من الوصول إلى المناطق المتضررة.

صور الموت جوعًا تهزّ الضمير الإسرائيلي

رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها:" صور غزة لا تمنحنا لحظة سلام"، و"لا نريد أن نأكل على أنقاض الجوعى"، مؤكدين أن ما تشهده غزة من مآسٍ لا يمكن السكوت عنها، حتى داخل إسرائيل نفسها.
وقال أحد منظّمي التظاهرة لوسائل إعلام عبرية:" أطفال يموتون جوعًا، وآباء يغامرون بحياتهم من أجل كيس طحين. لا يمكن لأي مجتمع حرّ أن يقف متفرجًا على هذه الجرائم."

التظاهرة، رغم حجمها المحدود، عكست ما وصفه مراقبون بـ"الصحوة الأخلاقية" في بعض الأوساط المدنية الإسرائيلية، وسط تصاعد حدة الانتقادات للحرب التي دخلت شهرها العاشر، دون أفق واضح أو نتائج حاسمة سوى المزيد من الخسائر في الأرواح والمقدرات.

رفض دولي متزايد للدعم العسكري لإسرائيل

بالتوازي مع الاحتجاج في تل أبيب، شهدت عدة مدن أمريكية، بينها نيويورك وواشنطن، تظاهرات غاضبة طالبت بوقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، محذرين من أن استمرار هذا الدعم يجعل الولايات المتحدة شريكة في الانتهاكات التي تحدث بحق المدنيين في غزة. ورفع المتظاهرون شعارات مثل:" أوقفوا تمويل الحرب.. أوقفوا تجويع الأطفال"، و"السلاح الأمريكي يقتل الأبرياء".

حماس توافق على مقترح التهدئة في غزة.. والكرة الآن في ملعب إسرائيل

وفي سياق آخر، أفادت مصادر فلسطينية لقناة "العربية" أن حركة حماس قدّمت ردها النهائي على المقترح الخاص بوقف إطلاق النار في غزة. وأكدت المصادر أن الحركة وافقت على الاتفاق المطروح، مشيرة إلى أن القرار النهائي بات الآن في يد الحكومة الإسرائيلية.

وتضمّن رد حماس ملاحظات تتعلق بآلية توزيع المساعدات الإنسانية، وطبيعة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وضمانات لوقف دائم للعمليات العسكرية.

في المقابل، أفاد مراسل "العربية" أن حماس سلّمت ردها إلى الوسطاء، لكنّه لم يُنقل بعد إلى الجانب الإسرائيلي، ولفت إلى أن الوسطاء طالبوا حماس بإجراء تعديلات إضافية على ردها ليُعدّ "إيجابياً".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الوسطاء من مصر وقطر تلقوا بالفعل رد حماس، إلا أن مضمون الرد لم يكن مُرضيًا، بحسب مصدر مطّلع على سير المفاوضات، وأوضح المصدر أن الوسطاء يطالبون حماس بإدخال "تحسينات جوهرية" في موقفها، ما يُعدّ شرطًا لمواصلة المحادثات.

ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإن الرد الحالي من الحركة "مخيّب للآمال"، لكن في حال تم تقديم نسخة محدثة تتضمّن تنازلات واضحة، فسيكون بالإمكان التقدّم في العملية التفاوضية.

وكان مسؤول إسرائيلي قد صرح لموقع "واللا" العبري بأن مفاوضات التهدئة باتت في مراحلها النهائية، وأن أغلب النقاط الخلافية تم تجاوزها، بينما رجّحت القناة 12 الإسرائيلية أن رد حماس النهائي قد يُسلَّم الليلة أو صباح الغد على أبعد تقدير.

الصفقة المحتملة تتضمّن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين

وتُشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الصفقة المحتملة تتضمّن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، ونقل 18 جريحًا، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ومن المتوقع أن تتم عملية التبادل على خمس مراحل خلال فترة هدنة تمتد لـ60 يومًا.

كما تنصّ الخطة على أن تمتنع حماس عن تنظيم مراسم احتفالية مصوّرة عند الإفراج عن الأسرى، كما جرى في صفقات سابقة، في محاولة لخفض التصعيد الإعلامي والسياسي المرافق للاتفاق.

وتبقى العقبة الأبرز، بحسب مصادر مطلعة، متعلقة بمسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق سيطرتها داخل قطاع غزة، وهي نقطة خلاف محورية ما زالت قيد التفاوض. ومع ذلك، يرى الوسطاء أن اتفاقاً قد يُبرم قريباً في حال أبدى الطرفان مرونة كافية.

تم نسخ الرابط