جمال رائف: ثورتي 23 يوليو و30 يونيو نقطة تحول في تاريخ مصر

قال الكاتب الصحفي جمال رائف إن ثورتي 23 يوليو و30 يونيو تشكلان محطتين فارقتين في التاريخ المصري الحديث، حيث جسدت كل منهما إرادة الشعب في مواجهة قوى الهيمنة والعدوان. وأضاف أن ثورة 23 يوليو قامت ضد الاحتلال الأجنبي، وسعت لبناء دولة مستقلة ترتكز على العدالة الاجتماعية، بينما جاءت ثورة 30 يونيو رفضًا للإرهاب ومحاولات اختطاف الوطن من قبل جماعات متطرفة، وأعادت تصحيح المسار الوطني.
وأشار رائف خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز" إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة تطرقت إلى مقاربة واضحة بين الثورتين، مؤكداً أن كلًا منهما نشأت في ظرف تاريخي مختلف، لكنها تشترك في هدف الحفاظ على الوطن وتحريره، سواء من الاحتلال أو من خطر الفوضى والتفكيك.
وأضاف رائف أن الرئيس أشار إلى أن كل ثورة أسست لجمهورية جديدة، الأولى بعد 23 يوليو، والثانية بعد 30 يونيو، وكلاهما استند إلى العلاقة المتينة بين الشعب والجيش.
ثورة يوليو دعمت تحرر الإقليم.. وثورة يونيو حافظت على الوطن
وأكد الكاتب الصحفي أن ثورة 23 يوليو لم تقتصر على حدود الدولة المصرية، بل دعمت حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم العربي، وساهمت في عتق العديد من الشعوب من نير الاستعمار، وفي المقابل، أوضح أن ثورة 30 يونيو جاءت في لحظة مفصلية لحماية الوطن من مصير مجهول، كادت أن تنزلق فيه الدولة المصرية، لتُعلن بداية بناء الجمهورية الجديدة التي تستند إلى التنمية، والاستقرار، والعدالة الاجتماعية.
رؤية استراتيجية وتحديث شامل للجيش
وأشار "رائف" إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرأ الواقع الإقليمي جيدًا بعد توليه المسؤولية، ونجح في استشراف التهديدات التي قد تمس الدولة المصرية، ومن هنا جاءت توجيهاته بتحديث الجيش المصري وتطوير قدراته ليصبح واحداً من أقوى الجيوش في المنطقة والعالم، مشيرا إلى إن الدولة المصرية استوعبت دروس التاريخ، وراهنت على بناء القوة الوطنية الشاملة، وعلى رأسها قوة الردع التي تضمن السلام وتحفظ سيادة القرار الوطني.
القوة الشاملة.. عنوان الجمهورية الجديدة
أكد "رائف" أن استراتيجية الدولة منذ 30 يونيو تقوم على مفهوم "القوة الشاملة"، أي أن الأمن لا يتحقق فقط بالسلاح، وإنما ببناء الإنسان، وتوفير فرص العمل، وتحديث البنية التحتية، وهو ما رأيناه في مشروعات قومية ضخمة مثل "حياة كريمة" وتطوير الريف المصري، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات.