بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة..خبير يوضح اهم التخصصات المطلوبة في سوق العمل

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل عالميًا، وتأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الوظائف المستقبلية، أكد الدكتور هشام البحيري، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة القاهرة، أن اختيار التخصص الجامعي لم يعد يرتبط فقط بميول الطالب، بل يجب أن يوائم احتياجات سوق العمل المتجددة.
التخصصات الجديدة
وأشار البحيري في لقاء على قناة "الاولى المصرية " إلى أن كليات القمة التقليدية مثل الطب والهندسة لم تعد الوحيدة المسيطرة على سوق العمل، بل ظهرت تخصصات جديدة أصبحت نجومًا ساطعة مثل: كليات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات،الأمن السيبراني،الهندسة الطبية والبرمجيات،بالاضافة الي الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية.
وشدد على أن هذه المجالات تشهد طلبًا متزايدًا محليًا وعالميًا، قائلًا: الطلاب يحتاجون إلى إعادة تعريف مفهوم كليات القمة، فالعالم يتغير بسرعة، والتخصصات التي كانت مطلوبة قبل 10 سنوات قد تختفي قريبًا.
الموازنة بين الميول واحتياجات السوق
طرح البحيري إشكالية الاختيار بين التخصص المحبب للطالب والتخصص المطلوب في سوق العمل، ناصحًا بالجمع بينهما: قائلاًعلى الطلاب البحث عن برامج تدمج بين الشغف الشخصي والمهارات التكنولوجية، مثل دراسة الطب مع التعمق في الذكاء الاصطناعي، أو الهندسة مع التركيز على البرمجة، وعلى اولياء الأمور تشجيع أبنائهم على استكشاف التخصصات الناشئة وعدم التركيز فقط على المجاميع العالية.
الجامعات الأهلية والبرامج الحديثة
كشف البحيري عن طفرة في البرامج الدراسية بالجامعات الأهلية والخاصة، مثل: جامعة القاهرة الأهلية (فرع الشيخ زايد) التي تقدم برامج في الأعمال الرقمية والأمن السيبرانيو كليات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها عدة جامعات حكومية لمواكبة التحول التكنولوجي،مؤكدًا أن هذه البرامج مصممة بشراكة مع قطاع الصناعة لضمان مواءمة مخرجاتها مع احتياجات السوق.
وظائف مهددة بالانقراض
و حذر البحيري من وظائف تقليدية ستختفي بسبب التكنولوجيا، مثل الترجمة الفورية بعد تطور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "ChatGPT" التي تترجم التعابير الدقيقة بلغات متعددة، بعض الوظائف الإدارية الروتينيةناصحًا الطلاب بتجنب التخصصات التي لا تتكيف مع هذه التحولات.
وأكد أن خريجي الكليات النظرية (مثل التجارة أو الآداب) يمكنهم تعزيز فرصهم عبرإعادة تدريب أنفسهم في البرمجة أو تحليل البيانات و اكتساب المهارات الناعمة مثل القيادة والتفكير النقدي و الحصول على شهادات معتمدة عبر منصات مثل بواصر الرقمية أو دورات الجامعات العالمية أونلاين.
وطالب البحيري بتفعيل دور الجامعات في تسويق برامجها وربطها باحتياجات السوق، و إشراف أولياء الأمور على اختيار أبنائهم عبر زيارة الكليات والاطلاع على خططها الدراسية،مع تركيز الطلاب على بناء شخصية متوازنة تجمع بين التخصص العميق والمعرفة الموسوعية.
واختتم الدكتور هشام البحيري، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة القاهرة حديثه بمقولة: لغة المهنة الواحدة هي لغة الجاهل.. المثقف يعرف شيئًا عن كل شيء، مشيرًا إلى أن نجاح الطالب لن يكون بشهادته فقط، بل بقدرته على التكيف مع عالم متغير.