عاجل

حرب محتملة مع روسيا بحلول 2030: فرنسا تحذر من سيناريو «العدوان الأسود»

روسيا وفرنسا
روسيا وفرنسا

حذرت أوساط عسكرية فرنسية رفيعة المستوى من أن احتمال اندلاع حرب مع روسيا خلال العقد القادم، وبالتحديد بحلول عام 2030، بات "سيناريو واقعياً" لا يمكن تجاهله، وفق ما نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية التي وصفت هذا السيناريو بـ"الأسود" للجيش الفرنسي.

وقد صدرت المراجعة الاستراتيجية الوطنية، في 13 يوليو2025 عقب خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، تناولت احتمال نشوب صراع عسكري مع روسيا على المدى المتوسط. وأكد محررو المراجعة أن سيناريو "العدوان الروسي على دولة أوروبية بحلول 2030" هو سيناريو "ذو مصداقية ويجب الاستعداد له بجدية".

تحذيرات أمنية أوروبية متكررة

تتكرر تحذيرات المسؤولين الأوروبيين من نوايا روسيا، حيث قال نيكولاس ليرنر، رئيس جهاز الأمن الخارجي الفرنسي، إن فلاديمير بوتين "وضع على مدى سنوات أسس التدخل العسكري ضد الغرب". 

ويعكس ذلك مخاوف مشابهة أطلقها برونو كاهل، مدير جهاز الاستخبارات الألماني، الذي أكد في يونيو أن أوكرانيا ليست سوى "خطوة أولى" في خطة أوسع تستهدف الغرب.

هذا التوجه يعكس قلقًا أوروبيًا موحدًا إزاء ما يعتبرونه تصعيدًا روسيًا متواصلًا ومخططًا له، قد يشمل ليس فقط أوكرانيا، بل دولًا مجاورة مثل دول البلطيق، الحدود البولندية مع جيب كالينينغراد الروسي، رومانيا، وحتى مولدوفا.

نقص في الموارد الجيش الفرنسي

وفق الوثيقة العسكرية الفرنسية، فإن هذا التهديد الروسي ليس فقط عسكريًا تقليديًا، بل يشمل أيضًا هجمات هجينة واسعة النطاق تستهدف فرنسا مباشرة. هذه الهجمات تشمل عمليات سيبرانية، تضليل إعلامي، وتخريب للبنية التحتية الحيوية، تهدف إلى إضعاف الدفاعات الغربية من الداخل.

وتوضح المراجعة أن الجيش الفرنسي يعاني من نقص في الكوادر والمعدات، مما يجعل الاستعداد لمثل هذا السيناريو تحديًا كبيرًا. وقد أعلن رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال شيل، عن هدف تشكيل فرقة عسكرية "جاهزة للحرب" يمكن نشرها في غضون 30 يومًا بحلول عام 2027، مع تجهيز كامل من معدات وذخيرة ودعم لوجستي.

الحرب الهجينة

كما يركز التقرير على أن روسيا ستستخدم أسلحة هجينة معروفة مثل الهجمات السيبرانية، التضليل، التخريب، ومهاجمة "الخلف"، عبر تعطيل سلاسل التوريد، شلل الشبكات الرقمية، وخلق انقسامات مجتمعية وسياسية داخل الدول الأوروبية.

هذا النوع من الحروب هو "التحدي الرئيسي" للجيش الفرنسي، إذ يتطلب تحضيرات شاملة على مستوى القوات المسلحة والمجتمع المدني، وهو تهديد يتجاوز بكثير التهديدات الإرهابية أو العمليات العسكرية الخارجية التي نفذتها فرنسا سابقًا.

ولم تحدد المراجعة الاستراتيجية بعد ساحة الصراع بدقة، لكن من المرجح أن تكون في دول البلطيق، أو المناطق الحدودية مع روسيا، وربما حتى في مولدوفا ورومانيا. كما أن فرنسا مطالبة بالاستعداد لنشر قوات عسكرية على بُعد آلاف الكيلومترات بسرعة وفعالية، في ظل غياب البنية التحتية اللوجستية والتمويل الكافي حتى الآن.

ويتطلب هذا السيناريو استثمارًا فوريًا في تجهيز القوات، تحسين الدعم اللوجستي، وزيادة الموارد المالية لتعزيز القدرة القتالية والردعية للجيش الفرنسي.

تم نسخ الرابط