النهارده نتيجة الثانوية العامة طلعت.
وفيه بيوت فرحت وبيوت تانية اتخنقت وولاد قافلين على نفسهم الباب وسايبين الموبايل على السرير ومش عايزين يردوا على حد.
اللحظة دي مش سهلة لا على الولد ولا على أهله.
بس خليني أقولها ببساطة كده:
الثانوية العامة سنة مش الحياة كلها.
سنة في عمر ابنك أو بنتك.
مش لازم تحدد هما هيطلعوا إيه ولا ينجحوا في إيه ولا هايكونوا مين بعد كده.
فيه ولاد تعبت واجتهدت…
وساعات المجموع بيخونهم.
وساعات الظروف بتلعب دورها وساعات التوتر لوحده بيهزهم في الامتحان أكتر من أي سؤال.
وإحنا كأهالي؟
غصب عننا ساعات بنضغط…
مش بنقصد نكسر بس بنقول كلام في لحظة غلط كلام ممكن يفضل واجعهم العمر كله.
“كنت متوقعة أكتر من كده!”
“أنا صرفت كتير علشان ده؟!”
“مافيش كلية دلوقتي ممكن تقبلك !
كل ده بيقع على قلبهم تقيل وبيخليهم يحسوا إنهم خيبوا ظننا وإننا مش كفاية.
بس الحقيقة؟
ابنك محتاجك تكون جنبه دلوقتي أكتر من أي وقت تاني.
محتاج يسمع منك:
– “أنا شايف تعبك.”
– “أنا جنبك مهما حصل.”
– “اللي جاي ممكن يكون أحسن لو إحنا مع بعض.”
محتاجك تبص له بعين رضا مش عين مقارنة.
مش تقوله “شوف ابن خالك جاب كام!”
ولا “كان قدامك وقت كتير تذاكر!”
هو عارف أكتر منك هو عمل إيه وقصّر في إيه.
بس دلوقتي مش وقت الحساب ده وقت الطبطبة.
أنا مش بقول مانفرحش لما أولادنا يجيبوا مجموع حلو.
نفرح ونتبسط ونحتفل…
بس برضه ما نكسرش اللي ما جابش
ما تكبروش الحكاية ومانعلقش حياتهم كلها على رقم.
لأن بجد أنا شفت ناس مجموعها كان عالي جدًا… وضاعوا بعد كده.
وشفت ناس مجموعهم كان قليل بس شقوا طريقهم وبقوا ناجحين وفرحانين بنفسهم.
المجموع ما بيساويش قيمة حد.
ولا هو مقياس للذكاء ولا الطموح ولا حتى التربية.
اللي بيفرق بجد؟
إن ابنك يحس إنك شايفه وإنك في ضهره وإنه يقدر يحاول تاني من غير خوف منك.
في الآخر؟
ابنك مش رقمه ولا شهادته ابنك محتاج قلبك.
سيبه يفرح أو حتى يعيط براحة بس خليك دايمًا جنبه علشان لما يقوم يقوم وإنت ماسك إيده وكأنها رساله ليه في الدنيا بتقول من غير كلام: أنا فخور بيك مش بدرجاتك.