عاجل

مصطفى الفقي: تأثير ثورة يوليو ممتد.. وعبد الناصر قدوة رغم غياب الحريات | فيديو

الدكتور مصطفي الفقي
الدكتور مصطفي الفقي

في رؤية تحليلية شاملة، قدّم الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي والدبلوماسي البارز، قراءة معمقة لحقبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وذلك خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر شاشة MBC مصر.

 في هذا الشأن، تناول مصطفى الفقي في حديثه تأثير ثورة 23 يوليو الممتد حتى يومنا هذا، إلى جانب المفارقات التي طبعت شخصية عبدالناصر ومسيرته السياسية.

ثورة يوليو.. بصمات ممتدة 

أكد مصطفى الفقي أن ثورة يوليو 1952 لم تكن مجرد لحظة في التاريخ، بل كانت نقطة تحوّل جذرية غيّرت شكل الدولة المصرية، لا على مستوى النظام السياسي فقط، بل على صعيد البنية المؤسسية والإدارية كذلك، قائًلا: "ثورة يوليو كانت حدثًا سيظل تأثيره كبيرًا على مصر حاضرًا ومستقبلًا، وبصماته موجودة في قطاعات ومؤسسات الدولة حتى الآن".

وأوضح مصطفى الفقي أن الثورة نقلت مصر من الحكم الملكي إلى الجمهورية، ورسّخت فكرة الدولة المركزية، وأن ما تم بناؤه في ذلك الوقت لا يزال يشكل الأساس الذي تقوم عليه الإدارة المصرية الحديثة، من حيث المركزية، وتكوين مؤسسات الحكم، والربط بين الدولة والعدالة الاجتماعية.

وطني لا يقبل المراجعة

وفي تقييمه لشخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قال مصطفى الفقي إن عبدالناصر رغم الانتقادات التي طالته، كان يُنظر إليه بإجماع شعبي على أنه رجل وطني مخلص، يعمل من أجل الجماهير، ويتحرك وفق قناعات راسخة بأنه يمثل صوت الفقراء والطموحات القومية.

وأضاف مصطفى الفقي: "رغم كل الانتقادات في عهد عبدالناصر، الكل كان يؤمن بوطنيته، كان يرى نفسه صوت الجماهير، ويعمل من أجلهم، لكنه لم يكن يقبل أن يُراجع أو ينتقد"، منوهًا إلى أن هذه السمة خلقت ما يشبه السلطة الأبوية في الحكم، حيث تتضاءل المساحات النقدية، رغم أن النية كانت دائمًا موجهة لصالح الوطن.

مفارقة الولاء من خلف القضبان

ومن المفارقات التي توقف عندها ا مصطفى الفقي، أن كثيرًا من خريجي سجون عبدالناصر – أي من تعرضوا للاعتقال أو التنكيل في عهده خرجوا بعد ذلك وهم أكثر الناس دفاعًا عنه، وولاءً له، وهو ما يعبّر عن مكانة الزعيم في نفوس أبناء جيله، حتى من عانوا من ممارسات سلطته.

وأوضح مصطفى الفقي أن هذا الولاء لا ينبع من الخوف أو الإكراه، بل من قناعة شعبية واسعة بأنه كان رمزًا للقدوة الوطنية والنزاهة، رغم ما رافق حكمه من تضييق على الحريات السياسية.

الحكم بالمعيار الإنساني 

واختتم الدكتور مصطفى الفقي تحليله بالتأكيد على أن فكرة الحكم الإنساني، التي تجسدت في شخصية عبدالناصر من حيث التواضع والقرب من الناس، ما زالت تعيش في وجدان الشعب المصري حتى اليوم، قائًلا: "عبدالناصر كان ينقل قدوة للمصريين في عهده، وفكرة الحكم بالمعيار الإنساني لا تزال في عقيدة الشعب".

وشدد مصطفى الفقي على أن إرث عبدالناصر، رغم ما فيه من سلبيات تتعلق بالحريات، يبقى جزءًا حيًا من الذاكرة الوطنية المصرية، ويظل حاضرًا في ضمير الناس كنموذج للقيادة القوية المتجذرة في حب الوطن والعمل لأجله.

الإعلامي شريف عامر
الإعلامي شريف عامر

قراءة لتجربة معقّدة

من خلال هذه الرؤية المتزنة، يعيد مصطفى الفقي تسليط الضوء على فترة من أهم فترات التاريخ المصري، حيث تتقاطع الإنجازات الكبرى مع التحديات الديمقراطية، وتتشكل صورة عبدالناصر كزعيم استثنائي تجاوزت شعبيته الحدود، وبقيت إرثًا محفورًا في الضمير الجمعي للمصريين، يستلهمه البعض ويقيّمه البعض الآخر.. لكن لا أحد يستطيع إنكاره.

تم نسخ الرابط