داليا أبو عميرة لـ بولتون: إسرائيل تمارس تجويع شعب غزة وراء ستار المساعدات

ردّت الإعلامية داليا أبو عميرة على تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون، والتي حاول فيها تبرير الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة ما يتعلق بملف المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وتساءلت داليا أبو عميرة ، خلال مداخلة نارية على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، في حديثها مباشرة لبولتون: "هل ترى أن الصراع مع حماس يبرر ما تفعله إسرائيل من تجويع ممنهج لأكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة، بينهم أطفال ونساء وشيوخ؟"، مضيفًا أن الترويج لفكرة تحكم حماس في المساعدات لم يعد دقيقًا، حيث إن التوزيع يتم فعليًا من خلال "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة خاضعة للرقابة الأمريكية، بل يتم اتهامها بأنها أصبحت "مصيدة موت" للفلسطينيين.

المساعدات كوسيلة سيطرة

من جانبه، رد بولتون على داليا أبو عميرة بأن حركة حماس تستغل المساعدات الإنسانية لتوسيع نفوذها، مضيفًا: "ما تفعله حماس يُشبه ما قام به صدام حسين في العراق خلال برنامج النفط مقابل الغذاء".

وأوضح بولتون أن سبب اعتراض الحركة على تغيّر آلية التوزيع، هو فقدانها الأداة التي كانت تمكّنها من السيطرة على المدنيين، مبينًا أن الحركة دائمًا ما توظّف الغذاء والدواء لخدمة أجنداتها السياسية، معتبرًا أن الوضع الإنساني المأساوي في غزة سببه الأساسي "ممارسات حماس"، وليس إسرائيل، على حد قوله.

اتهامات إسرائيل بارتكاب الجرائم 

ورغم التقارير الدولية والاتهامات الموجهة لإسرائيل بتجويع سكان القطاع وارتكاب جرائم حرب، نفى بولتون مسؤولية تل أبيب، قائلاً: "إن ما يحدث مأساة إنسانية، لكنّها نتيجة استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية منذ 7 أكتوبر".

وشدّد بولتون على أن مسؤولية الكارثة الإنسانية تقع بالكامل على الحركة، التي تتلاعب بالمساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية .. وعند سؤاله عن مصير أكثر من مليوني مدني في غزة، أجاب بولتون بحدة: "المدنيون هم ضحايا لحماس، وليست لإسرائيل علاقة مباشرة في تأخير أو منع المساعدات"، مؤكدًا أن المؤسسات المشرفة على التوزيع حاليًا تقع تحت رقابة أمريكية مباشرة، مع تدخل إسرائيلي محدود.

مقارنة بولتون بالتاريخ 

لم يكتف بولتون بتبرير الأوضاع الراهنة، بل قارن ما يحدث اليوم في غزة بما جرى خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كانت المساعدات تُراقب بدقة لمنع وصولها إلى أطراف الصراع؛ وفي رده على البيان الأوروبي الذي حمّل إسرائيل مسؤولية التدهور الإنساني، قال: "هذا لا يعكس الموقف الرسمي للحكومة الأمريكية، فالتقييمات العسكرية تؤكد أن إسرائيل تلتزم بقوانين الحرب".

وأكد أن الخبراء الأمريكيين لديهم معلومات دقيقة، توصلوا من خلالها إلى أن إسرائيل تسعى لإعادة النظام، بعكس حماس التي تتاجر بالمأساة لتحقيق أهدافها.

الإعلام فضح جرائم الاحتلال

وفي ختام المداخلة، شدّدت داليا أبو عميرة على أهمية كشف الوجه الحقيقي للجرائم الإسرائيلية، وعدم الانجرار خلف الروايات الأمريكية أو الغربية المنحازة، مؤكدة أن الحقيقة واضحة: "غزة تُجَوّع بقرار سياسي، والمساعدات تُستغل لأغراض خبيثة".

ودعت إلى موقف دولي أكثر إنصافًا وعدالة تجاه المدنيين العُزّل الذين يدفعون ثمن صراعات لا ذنب لهم فيها.