الأمم المتحدة: أزمة غزة الإنسانية تتفاقم ووقف إطلاق النار ضرورة ملحة |فيديو

أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن بداية العام الجاري شهدت هدنة إنسانية محدودة مكنت من دخول كميات مهمة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الهدنة ساعدت في توفير الغذاء لنحو مليوني شخص داخل القطاع.
وخلال تصريحات أدلى بها لقناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح فرحان حق أن هذا التقدم الإنساني لم يدم طويلاً، حيث سرعان ما تدهورت الأوضاع الإنسانية في غزة مجددًا خلال الأشهر التي تلت، نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع.
وأضاف حق أن عددًا محدودًا من الشحنات فقط تم السماح لها بالدخول عبر معابر محددة، أبرزها معبر كرم أبو سالم، ما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والاحتياجات الأساسية.
أولوية الأمم المتحدة
شدد " فرحان حق" على أن الأولوية القصوى الآن هي وقف إطلاق النار فورًا، لأنه بمجرد توقف القتال يمكن للمنظمات الإنسانية أن تستأنف توزيع المساعدات والوصول إلى الفئات الأكثر تضررًا.
وأضاف فرحان حق أن الأمم المتحدة بحاجة إلى دخول أوسع للمساعدات والاحتياجات الأساسية، إذ إن الاحتياجات فاقت بكثير الإمكانيات المحدودة التي تسمح بها المعابر حاليًا، مشيرًاإلى أن الوضع على الأرض لا يحتمل المزيد من التأخير أو التعطيل، وأن الأرواح تُزهق يوميًا بسبب الجوع والحرمان من الرعاية الطبية.
استخدام الغذاء كسلاح
وفي سياق حديثه عن الوضع الإنساني، أوضح فرحان حق أن الغذاء بات يُستخدم كسلاح في هذا الصراع، مشيرًا إلى أن سكان قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد، طال كل الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والنساء.
وأكد فرحان حق أن هناك حالات وفاة يومية نتيجة الجوع، وأن الوضع تفاقم ليصل إلى حد الكارثة، وهو ما يستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، مناشدًا بالسماح الكامل وغير المشروط بدخول المواد الغذائية والطبية إلى غزة.
انهيار القطاع الصحي
لفت فرحان حق إلى أن القطاع الصحي في غزة يواجه انهيارًا شاملًا، حيث خرج أكثر من نصف المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف ونقص الإمدادات، فيما تم تدمير 94% من المرافق الطبية، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.
وأوضح فرحان حق أن استهداف العاملين في القطاع الصحي والمنشآت التابعة للمنظمات الدولية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا إلى تأمين حماية كاملة للكوادر الطبية، وضمان عودتهم إلى عملهم، وتسهيل إدخال المساعدات الطبية والمعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح
جهود دبلوماسية أممية
أكد فرحان حق أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يبذل جهودًا متواصلة على المستوى الدبلوماسي، حيث يتواصل مع السلطات الإسرائيلية وحكومات أخرى ذات صلة، في محاولة لإنهاء المأساة الإنسانية.
وكشف فرحان حق أن جوتيريش خاطب مجلس الأمن مؤخرًا لعرض الأوضاع الكارثية في غزة، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الحكومات المسؤولية الإنسانية، وتستجيب لصوت الضحايا الأبرياء الذين يموتون جوعًا ومرضًا تحت الحصار والقصف.

دعوة للمجتمع الدولي
اختتم فرحان حق تصريحاته بدعوة قوية إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ أرواح المدنيين، مشددًا على أن الوضع في قطاع غزة "لم يعد يحتمل التأجيل أو التجاهل"، وأن كل دقيقة تمر تُكلف أرواحًا جديدة.
وأشار فرحان حق إلى أن الأمم المتحدة ستواصل عملها رغم الصعوبات، لكنها بحاجة إلى دعم دولي حقيقي وفعّال، وليس فقط بيانات شجب أو قلق، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة وأمان، بعيدًا عن الجوع والدمار.