العلم والتاريخ والأمان في مسجد مصر.. شهادة رئيس الشؤون الدينية التركي

في إطار زيارته الرسمية إلى مصر، قام الأستاذ علي أرباش، رئيس الشئون الدينية بالجمهورية التركية، بزيارة دار القرآن الكريم الواقعة في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، برفقة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين البلدين، وإبراز الإنجازات الإسلامية والفنية التي تميز العاصمة الإدارية الجديدة.
وخلال الجولة، تجول أرباش في القاعات الرخامية التي تزين جدرانها النقوش الرائعة للقرآن الكريم كاملاً، حيث أبدى إعجابه الشديد بهذا العمل الفني الضخم، الذي وصفه بأنه "تحفة لا نظير لها على مستوى العالم". وتوقف عند إيوان النقش الرخامي الذي يحمل دلالات إيمانية عميقة، حيث نُقشت عليه ثلاث آيات قرآنية تعبر عن مواضع الأمان، منها ذكر مصر في قوله تعالى: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) [يوسف: ٩٩]، وهو ما جعل وزير الشئون الدينية التركي يعبّر عن فخره بهذا الوصف القرآني لمصر.
رسالة حضارية للعالم الإسلامي
وأشاد أرباش برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه المستمر لبناء هذا الصرح الإسلامي الكبير، مؤكداً أنه يمثل علامة فارقة في التراث الإسلامي الحديث، ويمثل رسالة حضارية للعالم الإسلامي. وقال في كلمته: "إن ذكر مصر في الكتب السماوية، التوراة والإنجيل والقرآن، يثبت مكانة مصر الدينية والتاريخية العميقة، كما أن ذكر سيناء في تلك النصوص يبرز أهمية هذه الأرض المقدسة في الديانات السماوية".
وأكد أرباش دعوته لكل المسلمين في تركيا والعالم لزيارة مصر، والتعرف على هذا الصرح الروحي والثقافي المتميز، قائلاً: "هذا المكان يعكس جمال الإسلام وروحانيته، ويدعو كل مسلم ليشهد هذا الفن الإسلامي الفريد".
المصحف العثماني
وفي ختام الزيارة، اطلع الوفد على المصحف العثماني، ورافق وزير الأوقاف التركي الدكتور أسامة الأزهري إلى ربوة المسجد المطلة على العاصمة الإدارية، حيث قدم الوزير شرحًا مفصلاً عن فلسفة إنشاء العاصمة ورؤيتها المستقبلية الطموحة، مما حظي بإعجاب وتقدير الوفد التركي.
كما شملت زيارة الوفد التركي جولات في عدد من المعالم الأثرية المصرية عبر العصور المختلفة، وتبادل الجانبان الدعوات لزيارات مستقبلية لتعزيز التعاون الثقافي والديني بين مصر وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن دار القرآن الكريم بمسجد مصر الكبير تُعد من أبرز الإنجازات المعمارية والدينية في العاصمة الإدارية، حيث نقش القرآن كاملاً على جدرانها الرخامية بطريقة فنية دقيقة تبرز عظمة الكتاب الكريم وتخلد مكانة مصر في التراث الإسلامي.