ثروت الخرباوي: يحيى موسى العقل المدبر لاغتيال الشهيد هشام بركات

كشف الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر والباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بدور القيادي الإخواني الهارب يحيى موسى، خلال حكم جماعة الإخوان، مؤكدًا أن الرئيس المعزول محمد مرسي عيّن موسى متحدثًا باسم وزارة الصحة رغم صغر سنه، وذلك تنفيذًا لأوامر صادرة من القيادي الإرهابي خيرت الشاطر، أحد العقول المدبرة للتنظيم الدولي.
وأوضح ثروت الخرباوي ، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، أن يحيى موسى، ومن خلال هذا المنصب الرسمي، بدأ إصدار بيانات مضللة عن أعداد قتلى اعتصام رابعة العدوية، مؤكّدًا أن تلك البيانات الكاذبة تلقفتها وكالات الأنباء العالمية والصحف الكبرى باعتبارها صادرة من مصدر رسمي داخل وزارة الصحة المصرية، ما تسبب في تشويه متعمد لصورة الدولة المصرية دوليًا.
التضليل الإعلامي الدولي
وأضاف ثروت الخرباوي أن يحيى موسى استغل موقعه الرسمي لنشر الأكاذيب وإضفاء الشرعية عليها، مشيرًا إلى أن البيانات التي صدرت آنذاك لم تكن إلا جزءًا من خطة شاملة أعدها التنظيم الدولي للإخوان لتأليب الرأي العام العالمي ضد مصر بعد فض اعتصام رابعة.
ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية لم تكن عفوية، بل جاءت ضمن تعليمات صادرة من خيرت الشاطر، الذي كان يدير شبكة إعلامية وتنظيمية معقدة لتضليل الرأي العام، واستخدام المنصات الإعلامية في الخارج كأداة ضغط على الدولة المصرية.
ولادة التنظيمات المسلحة
وتطرّق إلى دور القيادي الإخواني محمد كمال، الذي وصفه بأنه مؤسس التنظيمات المسلحة الأكثر دموية في تاريخ الجماعة، حيث أسس كلاً من "حركة حسم" و"لواء الثورة" بعد سقوط الإخوان عام 2013.
وأوضح ثروت الخرباوي أن "حسم" كانت أكثر عنفًا على المستوى العام، بينما تخصص "لواء الثورة" في اغتيال ضباط الجيش والشرطة، وكذلك القضاة، مؤكدًا أن هذه التنظيمات كانت جزءًا من استراتيجية الانتقام من الدولة، وخصوصًا بعد مقتل محمد كمال نفسه.
يحيى موسى وتفجير النائب العام
وأشار ثروت الخرباوي إلى أن اغتيال العميد الشهيد عادل رجائي، قائد أحد الألوية بالجيش، جاء تنفيذًا لعملية انتقامية مباشرة بعد تصفية كمال، مؤكدًا أن هذه الجرائم لم تكن منفردة، بل جاءت ضمن خطة منظمة شملت عمليات تمويل وتسليح وتخطيط عالي المستوى.
وأكد أن يحيى موسى، بعد تصفية محمد كمال، تولى قيادة التنظيمات المسلحة الإخوانية، وبدأ في ترتيب عمليات نوعية كبيرة باستخدام أموال ضخمة وصلته من التنظيم الدولي للجماعة، مشيرًا إلى أن هذه الأموال خُصصت لتنفيذ عمليات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الداخل المصري.
الإخوان وتاريخ الاغتيالات
وكشف ثروت الخرباوي أن من أبرز هذه العمليات كانت عملية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات، مشيرًا إلى أن موسى هو العقل المدبر للعملية الإرهابية التي نُفذت عبر تفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكب النائب العام، في واقعة هزّت الرأي العام المصري والعالمي.
واختتم ثروت الخرباوي حديثه بالإشارة إلى أن التاريخ يعيد نفسه مع جماعة الإخوان الإرهابية، مستذكرًا أن الجماعة اغتالت في مارس 1948 المستشار أحمد الخازندار، أحد أبرز قضاة مصر آنذاك، بسبب حكمه على أحد عناصرهم، ليعود السيناريو ذاته مع اغتيال الشهيد هشام بركات عام 2015.

من الخازندار إلى بركات
وذكر ثروت الخرباوي أن ما حدث يعكس عقيدة راسخة داخل التنظيم ترتكز على التصفية الجسدية والانتقام من مؤسسات الدولة، داعيًا إلى ضرورة كشف هذه الحقائق للرأي العام، محليًا ودوليًا، ومواصلة تفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للجماعة لضمان حماية الوطن من تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.