ثروت الخرباوي: «حسم» مؤسسها كان تلميذ الشاطر وخليفته أخطر |فيديو

أكد الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر والباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أن تنظيم "حسم" الإرهابي ما هو إلا اختصار لاسم "حركة سواعد مصر"، مشيرًا إلى أن فكرة الاختصارات في الأسماء مستحدثة على الثقافة العربية والمصرية، حيث لم تكن موجودة في السابق، لكنّها دخلت مع انتشار التنظيمات السرية ذات الطابع الماسوني.
وأوضح ثروت الخرباوي، خلال حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، في برنامج "آخر النهار" المذاع عبر قناة "النهار"، أن هذه النوعية من الاختصارات تُستخدم في التنظيمات التي تعمل بسرية شديدة، وتُخفي هويتها الحقيقية خلف أسماء رمزية مختصرة، مؤكدًا أن ذلك يخرج عن الإطار الديني ويدخل في نمط تنظيمي ماسوني يستند إلى أساليب غربية.
"الثقافة الأمريكية" والاختراق
وتابع ثروت الخرباوي قائلاً: "لم تكن لدينا في مصر أو العالم العربي اختصارات لأسماء الحركات أو الكيانات، لكن مع ظهور تنظيم حماس – الذي اسمه الكامل طويل – بدأت تظهر هذه الظاهرة، والآن نراها في "حسم"، وغيرها من التنظيمات"، مشيرًا إلى أن الاختصارات جزء من الثقافة الأمريكية الوافدة، حيث تعتمد تلك الثقافة على التشفير اللغوي والاختزال في المسميات مثل USA وCIA وغيرها.
وأضاف: "السؤال الأهم: كيف وصلت هذه الثقافة الغربية إلى تلك التنظيمات؟ وكيف استخدموها في تجنيد الشباب وتمويه الأهداف؟"، ليؤكد أن هذه الحركات الإرهابية تستنسخ أدواتها من نماذج عالمية بعيدة تمامًا عن الفكر الديني التقليدي، وتتبنى سلوكًا تنظيميًا أقرب إلى الفكر الماسوني.
المؤسس الخطير والشاطر
وفي سياق الحديث، كشف ثروت الخرباوي عن هوية مؤسس تنظيم "حسم"، قائلاً إن القيادي الإخواني الراحل محمد كمال هو من أسّس هذا التنظيم الإرهابي، واصفًا إياه بأنه من أخطر الشخصيات داخل الجماعة، حيث كان عضوًا بمكتب الإرشاد وتلميذًا مباشرًا لخيرت الشاطر.
وأوضح أن محمد كمال ظهر ضمن الجيل الإخواني الذي برز بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان له دور بارز في إعادة تشكيل الجماعة بعد سقوطها السياسي عام 2013، حيث تولى رئاسة "لجنة إدارة الأزمة" داخل الجماعة الإرهابية، وهي اللجنة التي وُلدت خصيصًا للتخطيط للمواجهة مع الدولة المصرية، عن طريق بث الفوضى وتنظيم عمليات إرهابية ميدانية.
القيادة الأخطر بعد كمال
وحذّر "الخرباوي" من القيادي الإخواني الهارب يحيى موسى، مشيرًا إلى أنه يتولى حاليًا قيادة تنظيم "حسم" بعد مقتل محمد كمال، ويُعد من أخطر العناصر الإرهابية في الخارج، نظرًا لما يمتلكه من شبكات اتصال وتنظيم دولي وعلاقات تمويل سرية، تجعله قادرًا على تحريك الخلايا النائمة داخل مصر.
وأشار إلى أن يحيى موسى لم يكن مجرد عنصر في التنظيم، بل أحد أبرز تلاميذ محمد كمال ومهندسي الفكر الإرهابي الذي يستند إلى العنف الممنهج والتستر بالدين، مؤكدًا أن تطوره التنظيمي السريع جعله رقمًا صعبًا في معادلة الإرهاب الدولي.
وفي ختام تصريحاته، شدد ثروت الخرباوي على أن التنظيمات المسلحة مثل "حسم" لا تمت بأي صلة للفكر الإسلامي الحقيقي، بل تعتمد على خداع الشباب باسم الدين، واستخدام أدوات تنظيمية سرية تعكس نموذجًا ماسونيًا غربيًا.

التنظيمات السرية والتزييف
ودعا ثروت الخرباوي إلى تفكيك البنية الفكرية والتنظيمية لهذه الجماعات عبر المواجهة الثقافية والإعلامية إلى جانب الأمنيّة، مشيرًا إلى أن كشف طبيعة هذه التنظيمات وأساليبها في التخفي والتمويل يمثل خطوة محورية في الحرب ضد الإرهاب.